التكافل الاجتماعي الوطني حياة لكم

علي حبيب اللواتي | مسقط

بسم الله الرحمن الرحيم ، {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } (103) – التوبة/ صدق الله العلي العظيم، و قال تعالى أيضا: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا)الإسراء/9

لنلقي بعض الضوء اللطيف على هذه الآيات القرآنية المباركة أعلاه، و نترجمها في واقعنا المعاصر مسترشدين في هداها بخطوات عملية تنفذ بالمجتمع ..!

خذ هو فعل أمر، فهناك  ثلاث جهات أو طبقات، لهذا الأمر الصادر من  الله الرب وهي الجهة العليا، ومن ينفذ الأمر، و هناك من هو مطلوب منه تنفيذ الأمر، و ليس أمامك يا رسول الله من اختيار: إن أخذك جزء من أموالهم  هو بذاته تطهير و تزكية لنفوسهم أولأ؛  فتنموا بعدها. و كمثال للتقريب للأذهان، إن المتبرع بدمه (العزيز عليه) للأخرين هو عمل مبارك مجازى بالثواب على فعله هذا خيرا من الله الرب، علاوة على ذلك النفع سيعود على جسده مباشرة، هو نفع صحي عظيم عظيم.

لكن كيف يتم هذا النفع العظيم؟

علميا أثبت الطب الحديث بأن المتبرع سيتكون له دم جديد في جسده بواسطة كبده، دم نظيف غير محمل بأية شوائب كالكوسترول الضار ..الخ !! و هذه منفعة صحية عظيمة تعود على  جسد المتبرع والمتبرع له.

وكذلك إن الأخذ من أموال التجار والبنوك و الشركات لصالح المجتمع له فوائد مادية عليهم أولأ كمتبرعين ومساهمين وكذلك على مجتمعهم، ومن أهمها ، ولا يقتصر عليها وحدها فقط ، هو إعادة ضخ تلك الأموال المتجمعة و هي شبه مجمده حاليا في شريان عجلة السوق، حيث سيتم صرفها في كل مشارب الإنفاق المعيشي من قبل فئات المجتمع، مما يعني إستحداث حركة انتعاش في السوق و تواصل البيع والشراء والإنتاج، وهذا الانتعاش سيعود إيجابا أولآ على هؤلاء المتبرعين لمجتمعهم.

ولكي لا تنزعج نفوسهم قم و صلِّ عليهم، لكي تزكى نفوسهم، و يتم هذا الآن بمباركة عملهم بالإعلام، فتنزرع  بذلك المودة بينهم و بين أفراد مجتمعهم، فلا يسمع منهم بعد ذلك إلا الثناء و الإطراء الجميل و لطف المودة على هؤلاء المتبرعين، تلك المودة التي تطيب وتهدأ وتسكن نفوسهم، و حينها لا يرى المتبرعون بأن أخذك لأموالهم كان مصدر إزعاج لهم أو نائبه قد ألمت بهم. 

سور القرآن أعلاه هي حلول اجتماعية للمشاكل الاقتصادية التي يعاني منها المجتمع، و تطبق عليه حتى ليوم القيامة.

وبالواقع العملي مع اتحاد الأزمتين كرونا وانخفاض سعر برميل النفط المصدر فإن الموارد المالية للدولة قد إنكمشت بدرجة عالية، و هناك شرائح و فئات واسعة عريضة تأثر دخلها اليومي وأصبحت في وضع حرج للغاية، فيتم البحث عن طرق ووسائل أخرى مساعدة للتخفيف عن آثار تلك الأزمتين

الآية  أعلاه تنطبق على كل المكونات المتمكنة والفاعلة  بالمجتمعات دون النظر إلى معتقداتها أو ديانتها أو طائفتها أو مذهبها أي من المكونات، طالما هي جزء من هذا المجتمع الذي يعاني الأزمات و يحتاج إلى (حلول فورية) لتيسير أموره الطبيعية أيام الأزمات القاهرة، فعليه الإسترشاد بها كأحد الحلول الربانية الخالدة لكل الأزمنة و لمواجهة الأزمات.

إنّ في التكافل الاجتماعي الوطني حياة لكم

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى