الواحدةُ بعدَمنتصفِ الرغبَة

 ستار الزهيري |شاعر عراقي مقيم بتركيا

أسفي على زَمَنِ الربيعِ المونقِ
هَرُمَتْ مواسِّمُهُ ولَمْ يَتَحَقَقِ

وعلى أمانيَ لستُ أعلمُ أينَها
بقيَتْ يعاتِبُها المشيبُ بِمَفرَقي

وعلى سنينٍ قد سُرِقْنَ برقَّةٍ
في كفِ من غير الهُدى لم يَسرُقِ

كالريحِ فاحشَةٍ وكنتُ أظنُّها
تحكي الى كلِّ الجِّهاتِ بِمَنطِقِ

يا لحظةً فقدتْ بكارَةَ صِدقِها
فذَوَتْ مروءاتٌ وكُنَّ كغيدقِ

إعزفْ أكاذيباً على وتَرِ الدُّجى
فالصُّبحُ يَرمي المُظلِمينَ بخَندَّقِ

كانتْ نبوءَتُنا تَشقُّ مَعالِماً
للغيبِ تَمضي في العُلا بتأنُّقِ

واليومَ غَيَّبها غُبارٌ فٱنثَنَتْ
لم تعرفِ اللُّقيا ولمْ تَتَألقِ

ستُعيدُكَ الأُخرى لجَنَّةِ آدَمٍ
إنْ تصدقُ الدُّنيا ولمّا تَصدُقِ

ما سِرُّ أحلامي تَفَتَتَ جذرُها
والغصنُ منها يابسٌ لم يُورقِ

أتُرى بأرضِ الرافدينِ ملوحةٌ
أمْ أنَّها الدُّنيا تَدورُ بمَأزَقِ

أمْ أنَّ صانِعَةَ الرجالِ سَفيهَةٌ
فأتَتْ لنا من كُلِّ شُحٍّ أَحمَقِ

نَفَسُ العًمالةِ لا يَليقُ بشامِخٍ
سَلَكَ الأصالةَ في طريقٍ مُشرِقِ

ما كنتُ أعلَمُ قبلَ أمثِلَةٍ هَوَتْ
أنَّ الكراسيَ تَستَحيلُ لِلَقلَقِ

وبأنَّ أنفاسي -وها هي أُخمِدَتْ-
كصَريعِ إملاقٍ ويشكو لمُملِقِ

ما كنتُ أأسفُ أن يُهَشَّمَ كوكبٌ
لكنَّني أسِفٌ قُتِلْتُ بمِطرَقي

ياضيعَتي .. والفِكرُ كحَّلَ عَينَها
أكلَ الجرادُ حروفَها بتَفوقِ

كانتْ إذا حَضَرَ الهَوى مَسحورةً
وإذا دَنى جِدٌ رَوَتْ بتَعَمّقِ

فأتى غرابٌ لا يَمِلُّ نَعيقَهُ
نَهَبَ الغِناءَ الى ضَجيجٍ مُحنِقِ

مُتعَجِبٌ إبنُ الفِطامِ .. مَدامعي
وكأنَّني من كربلا لمْ أُخلَقِ

مُعشَوشَبٌ صوتُ البكاءِ بخاطري
والفاخِتاتُ تَنوحُ بَعدَ تَشوّقي

مَرَّتْ على أوطانِنا سُنَنُ الأَنا
فغَدَتْ تَمورُ على خَرابٍ مُطلَقِ

فأنا الذي .. والشَّمسُ تَعرفُ مَنْ أَنا
أُرمى لأَرصفَةِ المُنى كمُهَرطِقِ

لستُ أرى شمسَ الأصيلِ بمَغرِبٍ
كلا ولا ذاكَ العراقَ بِمَشرِقِ

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى