وفاء كمال الخشن والفنان أحمد زكي وجهًا لوجه  (3)

جاءتني دفعة في مؤخرتي بسبب الزحام كدتُ أقع في حضن الفنان أحمد زكي . فأمسكني بيده . وضحكنا معاً . فقلت: لقد وصلك الرد نحن لا نجيد الالتفاف وإنما الظرف يستدعي ذلك أحياناً.

  • قال الجمهور (عايز كده) وضحك بصوت مرتفع.

خجلت ُوشعرت بحرارة في وجنتيَّ، لم يعد بإمكاني أن أوجه ناظريَّ باتجاهه وحاولت تغيير الموضوع.

  • قلتُ : يبدو أن جمهور السبعينيات والثمانينيات الذي عاصرك، يختلف عن جمهور الستينات.

قال حتماً (وضحك قبل أن يتابع) إنه جمهور ذواق فقد ازداد عدد الباحثين عن النخبة. وضحك من جديد.كان يعتقد أنني لم أتنبه لقصده. فحاول توجيه كلامه لي مباشرة قائلاً: (والله العظيم دنت يا بنت نخبة) .

لكن لم أتمكن من التخلص من حالة الخجل التي انتابتني وتابعتُ دون ان أنظر في وجهه وقد تصببتُ عرقاً . حيث انتصبت بين عينيَّ في هذه اللحظة صورة الفنانة السورية ” وفاء سالم “وهي غير الفنانة التي مثلت معه فيلم ” النمر الأسود ” كنتُ قد لاحظت دخولها قاعة فندق الميريديان قبل يومين ممسكة بيده. كانت تكبرني سناً وقد سبقتني في التخرج من كلية الصيدلة وقد قدمتني في إحدى الأمسيات الأدبية التي كانت تقيمها الكلية بشكل دوري . أغبطتُّها يومها على صداقته. وشعرت بالشفقة عليها في نفس الوقت لأنها بدت يومها شاحبة جداً, وقد أهملت شعرها وزينة وجهها لدرجة أنني اعتقدتُ أنه قد أصابها خطب ما . كنت أتمتم في نفسي مسكينة أنتِ ياعزيزتي ما الذي جمعك معه؟ ألا تدركين حياة الفنانين ومشاكلها؟ . أكمل  أحمد زكي حديثه قاطعاً علي تصوراتي الخبيثة والدفينة قائلاً:

ـ الفئة الذوّاقة من الجمهور ازدادت مع الانعطافة الكبيرة للسينما المصرية، وإنتاج العدد الكبير من الأفلام الراقية، وازدهار النوادي السينمائية التي تنمي الذوق الفني

***

ـ س ـ لكن الجمهور ابتعد عن السينما لأسباب عديدة أهمها انتشار الفيديو . فهل تجد ان سحر السينما لازال أقوى من الفيديو

ـ ج ـ  الذهاب إلى السينما عادة اجتماعية جميلة يقضي فيها الإنسان وقتاً ممتعاً ويتأثر بالجماعات حيث ينمو لديه حس اجتماعي.

في الحقيقة كان حديثي عن الفيديو مطولاً رغم أننا لم نكن نمتلك فيديو في تلك الأوقات نظراً لغلاء سعره وربما لو امتلكناه لأتيح لي رؤية كل أفلام أحمد زكي . لم أكن حينذاك قد رأيت فيلم “البيضة والحجر” الذي كان يطرح مشكلة اجتماعية مازالت تتنامى في مجتماعاتنا وبإطراد . وهي وجود الدجالين والمشعوذين ومدعي التنبؤ بالغيب، وقراءة الطالع وشفاء المريض، وفك الأعمال، ويؤكد الفيلم أن من يدعي قدرته على القيام بهذه الأعمال أفاك يلعب بالبيضة والحجر، ويلجأ للنصب والاحتيال لخداع الناس الجهلة والبسطاء .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى