لسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم….

عبد القدوس القضاة-الأردن

هلّت بيُمنى يمانٍ غيرِ ممنون
واستقبلتنا بأيمانِ الميامين

واليُمْن لو قدرٌ لكن له سبب
والجدُّ للنُّجح كالإيمان للدين

وما الأمانيُّ إلا ظلُّ مُخلفةٍ
لاتبذلُ الوعدَ إلا غيرَ مضمون

إن فاتك القصدُ لم تبصر ذوِي أسَفٍ
إلا وفيّاً وقد واسى إلى حين

والناس حتى وإن أرواحُهم درجت
فيهم فإن بهم توقا إلى الطين

إلا الذي استدرج العلياءَ في صفة
منه وأرجحَها كلَّ الموازين

ولم يَردِ حوضَها في كل باكرةٍ
إلا المكرّم في طبع وتكوين

يامن رأى حدَقاً والنار تشعلها
بذي طوىً أقنعت عن حد مسنون

فيهم كتيبته الخضراء جلّ يدا
من يخلق النار من ماءٍ لمقوينِ

لا تسألوه وقد أدنى لناقته
من رأسه بعد تأييد وتمكين

تلك الجلالة لم تنزل على بشر
ياصابر النفس في سلك المساكينِ

والمجدُ خلفك يعدو لاهثا وعلى
جبينك النصر معقود البراهين

وتلتقيك شعاب الوحيِ مبشرةً
ألا يزال لها عهد بجِبرينِ

وأنَّ باكيَها والوعد عَبرَتُه
لايخلفُ الوعدَ عوداً غير مظنون

وليس بالنصر يدعو وهو منتصر
لكن بما برَّ من عفو وتأمين

من ألبس الظفرَ الطاغي سماحتَه
فعادَ وسماً من الإيلاف واللين

إلا الذي من صفاء النور خلقته
هيهات هيهات منه كدرة الطين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى