وجَدتُّها

تيسير الشَّماسين-شاعر عروبي مقيم بالأردن

فَتَّشْتُ عَنها
في الزَّمانِ
و في المَكانِ
و في أَسَاطيرِ الوَرَى

فَتَّشْتُ عَنها
بينَ إِيثارِ الوِسَادَةِ
حينَما الأَحلام
يَنْفُرُ مِنْ
غَياهِبِهَا الكَرَى

فَتَّشْتُ عَنها
بَينَ رُوحي
و الصَّباحِ إِذا تَنَفَّسَ
مِنَ أَساريرِ العَرَا

فَتَّشْتُ عَنها
حَيثُ
لا تَلِدُ المَلائِكَةَ النِّساءُ على الثَّرَى
أو تُخلَقُ الحُورُ الحِسانُ مِنَ البَرَى

فَتَّشْتُ
إِذْ فَتَّشْتُ
بَينَ قَصائِدي
عَلَّ الجُنونَ يُوافقُ الإِدراكَ
فيما لا يُصَدَّقُ أو يُرَى ..

فَوَجَدتُّهَا
ما بينَ رُكنَيِّ الحَقيقَةِ
و الخَيالِ
و بينَ
آلافِ الحِكاياتِ الَّتي
نُسِجَتْ و أَينَعَ
في مَسَارِدِهَا
الجَمالُ و أَزهَرَا

فَوَجَدتُّهَا .. لا بَلْ
قَصَدتُّ لَمَحتُهَا
عَفواً ؛
فَأَقْصُدُ قَد لَمَحتُ أَثيْرَهَا
بَينَ الأُلوفِ
الضَّامِراتِ مِنَ النِّساءِ
عَنِ الرُّؤَى
و هيَ الوَحيدَةُ
مَنْ إِذا
نَظَرَ الكَفيفُ
إِلى
بَريقِ جَمالِهَا
مِنْ أَلفِ مِيلٍ أَبْصَرَا ..

مِنْ رُبعِ قَرنٍ
لَمْ تَزَلْ
عَينَايَ تَخْتَزِلُ المَشَاهِدَ كُلَّهَا
و كَأَنَّني
لِلوَهْلَةِ الأَولَى
أَرَاهَا
كُلَّمَا ناظَرتُهَا ..
.. مِنْ رُبعِ قَرنٍ
كُلُّ شَهْرٍ يَنْقَضِي
بِالقُربِ مِنْهَا
أستَعيدُ مِنَ الشَّبابِ
إِلى حَياتِي أَشْهُرَا ..

.. لِلّٰهِ أَنْتِ !..
فَلَستِ مِثْلَ العَابِراتِ على فُؤَادِي
يا ” هَديلُ “
فَكُلُّهُنَّ
اِستَحطَبَتْ أَغْصانُهُنَّ
سِواكِ أَنتِ
فَكُلَّمَا
نَضِجَتْ سُنونُكِ
عَادَ غُصنُكِ أَخْضَرَا ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى