علي أمير المؤمنين (ع)

عبد القدوس القضاة-شاعر أردني

صليني ولو غبّا ً فما أصعب الهجرا
لقد هنت حتى بتُّ أستكثر النزرا

وما ذاك عن ذلٍّ وكنت لمن دروا
عزيز الحمى والله من فوقهم أدرى

ولكنّ نفساً لا تصيب مرامها
بعزّ يرى الجهال في كفّها الفقرا

ولا تدّعي بالعتب فالعتب حده
أقلّ-ِوفات العمرُ- أن يُنزِف العمرا

ولو جرؤت نفسي تولّيت مثلما
تولّى عن الدنيا وقد زُيّنت صدرا

عليُّ الذي لم يُفتقَد في كريهة
ولم يتخذ من دون نازلة سترا

وليس بشيءٍ أن يسِرَّ عدوه
لكلٍّ سجاياه ويأبى الهدى السرّا

وهل نُصر الإيمان إلا بجنده
وقد أوردوا بالحق صدر القنا بدرا

كأنّ علياً والقليب بموعد
يوفيه عن سقياه من سيفه نهرا

وفي أحد يستفتح الدم سيفه
ببرق وشأن البرق أن يسبق القطرا

ويوم ابن وَدٍّ يجفل الليلَ صوته
فأخمد سيف الحق أنفاسه الدهرا

ومرحب تلقي الجمرَ عيناه فاعجبوا
لمن أوقد البطحاء من حوله جمرا

وما سيف أشقى الناس بالغدر نالَه
وحيداً فمذ شبَّ الفتى أوغر الغدرا

كذلك تلفى المكرمات مضيّعا
نداها بنكاثٍ ومستقنعٍ خدرا

وعشتُ إلى أن لم تجده عصابة
لغير صليل الحقد في تربهم عذرا

وأخرى قَلَتْ ذكراه حتى كأنها
ترى الزيغَ من مُعلي فضائله ذكرا

ألا إنه حقٌّ وحقٌّ سبيله
وفخرٌ مذلٌٌّ من يجاذبه الفخرا

وآية بيت الأنبياء وإنه
لهم في سماع الدهر معجزة كبرى

فمن لائمي في الردء هارون منزلاً
لقدر رسول الله أعظم به قدرا

ومن ذا يرى عني له من ولاية
أإنْ لم نلبّسْ حبّه فتنة تضرى!!

وكل له دعوى ولله دعوة
يزيل بها من صلبه المصلح الجورا

لأن مزاج الحق في الناس رحمة
فأصدقهم دعوى أراحمهم سرّا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى