تجاعيد الماء (30).. هكذا تحدثت جدتي
سوسن صالحة أحمد | كاتبة وشاعرة سورية تقيم في كندا
في صندوق جدتي القديم، خبأتُ بعضا مني.
قالت لي ذات بوح: بنيتي، أترين فسيفساء هذا الصندوق؟
قلتُ: نعم
قالت: مايبهرك به ياصغيرتي
قلت: ذاك التشكيل الغير بائن الملامح والذي يحتاج التدقيق في كل قطعة منه لأتبينها
قالت: قطعة قطعة يا ابنتي أَطِلي على الكون، ولا تأمني إلا لمن يستجمعها في صندوق شبيه بهذا الصندوق
قلت: جدتي، وماذا عن الحلوى التي تخبئينها بهِ؟
قالت: ولمن أخرجها يا صغيرتي؟
قلت: لنا نحن صغار صغارك
قالت: كذا خبئي الحلوى بقطع منك، ولا تمنحينها كاملة إلا لصغار قلبك، فهم وحدهم من يشعرونك بالفرح بها وبقيمة كونها، هؤلاء الكبار قد شبعوا منها
قلت: ما الكبار و ما الصغار ياجدة؟
قالت: الصغار من يشتهونها على الشبع، والكبارُ قد يجوعون، فيُسْكِتونَ بها نهمة جوعهم.