أنحني على الأرض لألتقط نفسي

زهير بردى | شاعر عراقي كبير 

ليل بلا ثلج
الوقتُ يسيلُ عواءً خلفي وأنا ما زلتُ اتقدّمُ الى عريي، الذي سيبقى والوقتُ قبلي أيضا يليقُ به كما يقولُ ُ أن يتقدّمني مازحاً من عمري٠ لا يستمع إلىّ ولو لمرّةٍ واحدةٍ حينَ أرغبُ أن أتقدّمَ وأعني أن أقابلني ليس أكثر من زمن ٍمخصّصٍ لي فقط ونادراً هذا يحدثُ كلّما أنجنيتُ على الارضِ لألتقطَ نفسي خلفي وتخصّني انا فقط وتتمكّن بأعجوبةٍ اشدّطيباً من شرفات تنكريّة لم تجدني حين لوّحتُ وأنا امرُّ بأهمالٍ تحت فجرها العالي الصمت الغزير المطر ،كنت ارغبُ أن اغسلَ ثرثرتي وأبلّل ثمالتي بشكلِ ليلٍ بلا ثلجٍ وأشعرُ لأوّلِ مرّةٍ كما لم أفعل منذ مدّةٍ طويلةٍ أنّي لستُ ظلّا لأمشي مرتفعاً كما يجب عليّ أن أكون مثلي بنكهةٍ طريفةٍ وفكرةٍ ناضجةٍ تتحوّلُ تدريجيّا الى حليب تحتسيهِ دونَ مللٍ الأرض التي تحاولُ أن تمشي فوقي تلمّعني كلّ وقت
***

بصرٌ مرنٌ
ساقولُ لا شيءَ مع مرور ِشيءٍ مهمّ لا يستغرق سوى دهشة طينٍ من معجزةِ كلام،
عالياالى بردٍ يمكنه لمسَ خبزِ التنّور لتدوينِ الحياةِ بشكلٍ حيّ ٠لأبحثَ عن نفسي التي خرجتْ للتنزّه لترى لذة رائحةِ أقدامَ النساءِ على العشبِ ، وترغب بالوصول ِ الى بصرٍ مرنٍ كتابوتٍ علّق في فضاءِ الليل أمام ذاكرة ليست ببراءة ِ طفل في عيد ميلاد ورد ،يبلع ُ فمَ فراشةٍ تخرمشُ عضوَ لونه الرقيق وأنا على وشكٍ٠ أن انظرَ إلى نفسي وأعدّدَ الاعتذاراتِ العالية الإغواء وأتسلّق أكثر من فكرةٍ قرب َمعبد، تنبّأ بعراءٍيستمعُ الى عوائي ويتهشّم لأعودَ إلى ثمّة ايّامٍ من زمنٍ، لا لذّة بنبيذ فيه و لا خبز في قرابينه التي تتكسّرُ فوق صلصالٍ قديمٍ، لمقبرةٍ لم تجدْ صورةً واحدةٍ لميّت تنكرهُ الحيّةُ ذكرا بانّه ليس كلكامش بغليونِ رامبو
***

أفقد أسمالي
أستلقي في الرابعةِبرداً واتذكّرُ معكِ رغبتي، قرب َ موقدِ النار وايّامنا الناعمة التي لم تحافظ على ملامحها للسخرية٠ كلّما اقتضى التأهّب أن نكرّرَ استعدادنا على الدوام، ونفقدَ السيطرةَ على أسمالنا التي يحلو لها تماماً تجاعيد أصابعنا الساقطة كالفراشاتِ على عواءِ الورد، في معبدٍ لم يتعوّد على تعاويذِ الرثاءِ المدهش كثيراً ويد حوريّة عجوز ،تتابعُ طريقها إلى مساءٍ بعبارةِ آسف في عبّ الضوءِ المغرم بنبيذٍ وفير، ولانّنا ما زلنا منشغلينَ بفحلِ صلصالِ أرواحنا العارية لمداعبتهابصوت مبحوح، خشية أن يستوقفنا الوقتُ الأسود المبجل بتوابيتِ جثثٍ، تعبثُ بالورد ِفي آخر مصاطبِ الحديقة وبالتأكيد أنّها ليست المرّة الاولى منذأمس، لا أعتذرَ لخطّ مريب أبرقَ لي أنّه الآن يسيرُ إلىّ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى