يُحكى أنَّ

أحمد الجحفلي | سلطنة عمان

يحكى أن … أنني كنت وحيدا

ذات ذكرى ممطرة

مختليا بالإبل والنار

وإبريق شاي نحاسي

يغفو في حضن الجمر.

هل أدخن أم انتظر الشاي؟

فلذتهما أن يُتعاطيا معا

ها أنا ذا ألتقط بالسبابة وإبهامي

جذوة جمر صغيرة فاقعة الحمرة

أضعها ببطء في فم الغليون

المكتنز بتبغ “الحطاطي”

أدخن بنهم

يثور الغليون بين شفتي

أسحب الدخان

ثم انفخه بعيدا

يحلق أمام ناظري

كغيمة مثخنة بالأرواح

يتشكل من خيوطه البيضاء

وحلقاته السحرية وجهك

دخان الغليون يختفي

ويبقى دخان وجهك

يغلي الإبريق فجأة

يجهز الشاي

أملأ استكانتي

أرفعها إلى شفتي

وقبل أن أشرب

يفاجئني وجهك في وجه الشاي

أختلس النظر إلى وجهك

ودون أن أشعر

أقبل وجهك

في وجه الشاي

تحترق شفتي

التقط بغضب جذوة جمر كبيرة

أسد بها فم الغليون

أجر بقوة … أنفث الدخان

وأبدأ بالبحث عن وجهك مجددا.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى