أجواء عائلية ( قصة قصيرة )

أسماء إلياس | قاصة فلسطينية

ضروري جدا اقفال محبس الغاز قبل أن تخرج من البيت، وجه هذا الكلام حازم لابنه جريس الذي يدرس في الجامعة موضوع الهندسة المعمارية، فهو يقطن في شقة مستأجرة، في مدينة القدس، قريبة على الجامعة.
في طريق عودته إلى البيت، توقف جريس في الطريق حتى يعبئ سيارته الجديدة بالوقود، دخل محطة الوقود، هناك توجد استراحة.. جلس ينتظر دوره، فالمحطة تغصّ بالسيارات.
تقدم منه شاب وسأله: ماذا تريد أن تشرب.
بعد أن طلبت فنجان من القهوة بلا سكّر سألته:
– لماذا هذه الزحمة على محطة الوقود؟
قال:
– ألم تسمع بنشرة الأخبار؟ لقد تم تخفيض أسعار البنزين بشكل كبير، ولهذا تجد اليوم جميع السائقين يهرولون لمحطات البنزين.
– آه لهذا السبب إذن توجد زحمة؟
– نعم يا سيدي.
بعد ربع ساعة من الانتظار عبّأ جريس سيارته بالبنزين، وتابع طريقه نحو البيت، فقد اشتاق لوالدته ولطعامها المميز. واشتاق لوالده وقصصه المشوّقة.
أوقفه شرطي سير، سأله عن الرخصة والتأمين، نظر الشرطي نحو الرخصة وتمعن بوجه جريس.
سأله جريس: هل يوجد شيء مريب؟
– لا أبدا مجرد تفتيش.
– تابع جريس طريقه يستمع لفيروز وهي تغني (يا جارة الوادي طربت و عادني ما يشبه الأحلام من ذكراك مثلت في الذكرى هواك وفي الكرى والذكريات صدى السنين الحاك).
جاءه اتصال من فريال حبيبته وزميلته في الدراسة فأعلمها أنه في
طريقه إلى البيت، فذهبت عند الكوافير رتبت شعرها، وارتدت أجمل الملابس، واتصلت به حتى تواعده بأن يلتقيا قبل وصوله للبيت..
وافق جريس على مبدأ اللقاء، لكنه قال لها أدعوك أن تأتي معي إلى البيت، أولا حتى اعرف العائلة عليكِ.
اجتمعت العائلة كلها على سفرة الطعام.. فريال فرحة لأنها وجدت العائلة التي تمنتها.. فهي يتيمة الأب والأم، فقد مات والداها بحادث طرق، وهي في عمر عشرة أشهر، لذلك تربت بكنف جدها وجدتها، وعمتها التي رفضت الزواج، حتى تربي ابنة أخيها.
بعد أن تخرجا من الجامعة جريس مهندس معماري.. فريال تخرجت من كلية الأدب.. فقد اتجهت للإعلام.. تزوجا بحفل مهيب، ضم الأصدقاء والمقربين، وعاشا بسعادة، وخلفوا الأبناء والبنات….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى