قرية مَنسية إلا مِنَ العَذاب
مصطفى مراد-العراق
بِقريةٍ مَنسيةٍ إلا مِنَ العَذاب
هُناكَ في جَنوبِ كُلِّ شَيء
آخرُ مَرمى أدمُعِ الفُرات
ذَنَائِبُ الحَياة
.
تُشرِقُ شَمسُ الوَطنِ الحَبيب
عَلى الخَساراتِ عَلى النَحيب
عَلى اللذينَ أُطعِموا للمَوتِ وَالخرابِ
وَالمَغيب
.
كُنتُ وما زلتُ هُناك .
أشرَبُ مِن شَواطئِ المِلحِ التي تُذوِّبُ الارواحَ
وَالعيونَ في الغروب
.
تِهتُ كَما تاهوا على الدُروب
أسمعُ كيفَ استبسلَ الاخوالُ والاعمامُ في الحروب
وَكيفَ كانَ كُلُّهم فَرائضَ النُذورِ وَالذُنوب
.
لَكِنَّهم ما ساوَموا بذرةٍ من ذلكَ التُراب
وعانَقت جِباهُهم تَرائِبَ السحاب
.
ماتوا وفي عُيونِهم تَدَفقَ السؤالُ والجواب
وقبضةُ السلاحِ والتُراب
قُلتُ : وكُنتُ بَل وما زِلتُ هُناك