موقد الذكريات
منصور الخليدي-شاعر يمني
مالتْ عليَّ بطرفِها المتوقدِ
مالتْ ، فأحرقني غيابُ الموعدِ
ماذا تركتُ أنا بقلبِ حبيبتي ؟؟
غيرَ الحنينِ و زفرة المُتنهدِ
كم أشعلتني ذكرياتٍ للهوىٰ
مثلَ الهشيمِ علىٰ صفيحِ الموقدِ
أمضي إلى تلكَ المرابعِِ لوعةً
فأبيتُ والذكرىٰ بذاكَ الموردِ
ولقد نظرتُ إلىٰ العنودِ وسيرَها
حتىٰ اعتلتْ سفحَ الغرامِ المُجهدِ
تَرْنُو بعينَيها الحزينةِ، عَلَّها
تَلقَىٰ الحبيبَ بمَوعدٍ مُتَجَدِدِ
حَامَتْ طيورُ الوَجْدِ تَتَبعُ ظّلِهَا
و شَدَا بِلحنِ الحبِ كلُ مُغَرِدِ
و تَبسمَ السَفْحُ الحزينُ لأنَّها
وَطَأْتْهُ تَقْبِيلاً بغيِر تَرَدُدِ
ِ
و غَدا النَسيمُ بِشَعرِها مُتراقِصاً
ومُدَاعباً خدَّ المحبِ الأَغْيَدِ
وَقَفتْ وطالَ وُقُوفُها فتَنهَدَتْ
والخوفُ أَوْجَسَها وهَمْسُ المَقْصَدِ
عادتْ بأشواقِ الهيامِ و رُوحُها
تَشْقَى بِجمرِ غرامها المُتوَقِدِ
فغفتْ ترافقها الدموعُ عليلةً
و النبضُ يهتفُ للحبيبِ الأوحدِ
.