الجرح المغصوب

مروان عياش-سوريا

عندما استقرتْ الرصاصة
أعلنتْ نفسَها (جرحاً..)
تَخندقت بسياج الدم
أصبحتْ معبداً محرماً
تلجأ له كلُ البنادق المتسولة
جرحاً تتلحفهُ آلهةٌ
مطرودةٌ من رحمةِ البشر.

تَمترستْ في حلوقنا
رصاصةٌ كالعلقم
حاكمةً… بأمر الجرح الموروث
خليفةً للوجع المقدس
جعلتْ كلَ فوارغ الطلقات وزراءَ في دولة البارود.
أعلنتْ أننا شعبٌ من خثرات
في بحر دم يعوم..

كلما نَسِي الجرحُ ماضيه
ينفجرُ في عقره وجعٌ خاملٌ
تَرتفعُ أسوارُ الدم
تنغرزُ الرصاصةُ أكثر
تصدأُ في حضن (الجرح المغصوب)
لتزيدَ الوجعَ قهراً… فوق القهر.

في جرحنا رصاصة
تُصلي لله كي نكفرَ به
في جرحنا رصاصةٌ جاهلة
تقتل الشِعرَ،
كي نكره الحياة.
في جرحنا رصاصة مالحة
تزرع الرمل بؤساً
كي نشربَ ماءَ البحر..
في جرحنا رصاصةٌ خؤون
تحمي الوطن كي نَرحلَ عنه
وفي جرحنا
تنتهي كلُ أشكالِ الحياة …
ما عدا الوجع،
حيٌ باقٍ فيه…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى