سَرمَدُ الضَّوءِ

عمر هزاع-شاعر سوري

.
حاوَلتُ فِيكَ..
بِمُهجَةٍ حَرَّى..
أَسقَيتُها؛ مِن أَدمُعي؛ حِبرا..
*
شَبَّتْ تُحَطِّبُ شَهقَةً
بِيَدٍ
لِتُوَقِّدَ الآهاتِ
بِالأُخرى
*
حَتَّى تَفَتَّقَ صَمتُها
وَلَهًا..
وَتَدَفَّقَتْ أَشواقُها
نَهرا..
*
وَاخضَرَّ جُرحُ الجِذعِ
فِي لُغَتي
إِذ قَطَّبَتهُ القُبَّةُ الخَضرا
*
فَنَظَمتُ تَسبِيحَ الحَصى قَمَرًا
وَهَتَفتَ بِي
فَشَطَرتَهُ شَطرا
*
الصَّوتُ صَوتُكَ؟
أَم صَدى حُلُمٍ رَبَّيتُهُ بِجِبِلَّتِي الحَيرى؟
*
كانَ الفَراغُ القَعرَ..
ثُمَّ بَدا لِي أَنَّ سِرًّا ما..
طَفا جَهرا..
*
كُلُّ العَناصِرِ حَولِيَ انفَرَطَتْ مِن عِقدِها
وَاستَنفَرَتْ تَترا
*
وَقَفَتْ تَصِيحُ الرِّيحُ بِي
وَدَمي يَختَطُّ مِلحَ تَساؤُلِي سِفرا:
*
بِالماءِ؟!
أَم بِالنَّارِ؟!
مُقتَدِيًا يَرتَجُّ؛ فِي إِيوانِهِ؛ كِسرى؟!
*
حَتَّى امتَشَقتَ الضَّوءَ
مُحتَمِلًا مِسكَ الخِتامِ
تَرُشُّهُ عِطرا
*
يا راسِخًا
وَاليُتْمُ عاصِفَةٌ
أَثبَتَّ فِيها أَخمَصًا صَخرا
*
وَنَشَرتَ ظِلَّكَ غَيمَةً
شَرِبَتْ مَعنى خُطاكَ
فَأَمطَرَتْ شُكرا
*
(أَنتَ اكتِمالُ الرُّسْلِ)
أَصدَرَها جِبرِيلُ
حِينَ تَخَلَّلَ الصَّدرا
*
راعٍ..
بِغَيرِ عَصًا..
تَهُشُّ؛ عَلى طِينِ الرَّعايا؛ الطِّيبَ وَالطُّهرا
*
مُتَوَهِّجًا
قَد أَبصَرَتْكَ – فَتًى آياتُهُ فِي خَتْمِهِ – بُصرى
*
فَاشحَنْ بِلَيلِ الغارِ لَمحَتَهُ بِكرًا
وَمُدَّ شُعاعَها جِسرا
*
وَاقرَأْ..
أَلَستَ بِقارِئٍ؟!
فَلِمااا.. وَحيُ السَّماااءِ يُصِرُّ أَن تَقرا؟!
*
اِقرَأْ..
وَبِسمِ اللَّهِ
وَارتَعَدَتْ ظُلَلُ الرُّؤى
وَازَّلزَلَتْ ذُعرا
*
صَبرًا جَمِيلًا
– يا نَبِيُّ –
إِذا ما كَذَّبُوا؛ وَصَدَقتَهُم؛ صَبرا..
*
فَاصمُدْ,
وَلَو رَكَزُوا الشُّمُوسَ عَلى يُمناكَ
وَالأَقمارَ فِي اليُسرى
*
يا شُعلَةَ المِشكاةِ..
أَيُّ دُجًى يُطفِيكَ إِذ جَسَّدتَها فَجرا؟!
*
جَحَدَ الظَّلامِيُّونَ دَعوَتَها
وَكَأَنَّ فِي آذانِهِم وَقرا
*
سَنَظَلُّ؛ مِن حَولَيكَ؛ مَسيَفَةً تُستَلُّ
أَو خَطِّيَّةً تُبرى
*
وَنَقِيكَ مِمَّا حِيكَ
فَامضِ بِها
وَنُرِيكَ مِن آياتِنا الكُبرى
*
يا عُنفُوانَ الحَقِّ..
أَيُّ يَدٍ تُردِيكَ؟!
أَيَّةُ فِريَةٍ تُفرى؟!
*
سُبحانَ مَن أَهداكَ مُعجِزَةً قُرآنَهُ
سُبحانَ مَن أَسرى
*
فَعَرَجتَ
حَيثُ الأَرضُ ذاهِلَةٌ
وَرَجِعتَ
تَغرِسُ نَخلَةَ الذِّكرى
*
وَنُبِضتَ
عَن قَوسِ الحِصارِ
فَدَعْ حَظْرَ التَّجَوُّلِ
وَاتَّبِعْ هَجرا
*
وَارفَعْ لِواءَ الفَتحِ
مُنتَصِرًا
بَرًّا
رَحِيمًا
مُطلِقَ الأَسرى
*
يا مُلهِمًا..
سَحَرَ القُلُوبَ
وَما مارَستَ يَومًا؛ سَيِّدِي؛ سِحرا
*
حاوَلتُ لَمسَ الضَّوءِ
فاحتَرَقَتْ زُهْرُ الجَوانِجِ
يا أَبا الزَّهرا..
*
عُذرًا..
فَأَيُّ فَراشَةٍ عَبَرَتْ وَهجَ الكَمالِ وَلَم تَذُبْ؟!
عُذرا..
ـ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى