الفتاة الوحيدة

د. أحمد جمعة | مصر

الفتاة الوحيدة..
التي لم تجد يوما من تسند إليه حزنها
إلا حزنها،
ولم تجد من يجفف لها دموعها
إلا أصابع ملح دموعها،
ولم تحلم بأكثر من يد تربت على كتفها
وذراع تلف ظهرها البارد
فكانت اليد..
وكانت الذراع لظلّها..

الفتاة الوحيدة ..
التي تقاسم أحزانها أحزانها
وتبوح لعتمتها بانطفاء قلبها
وتؤنس وحشتها بوحشتها
وتكحّل عيون عمرها بالليالي الشائكة
وتختبئ من ضراوة أقدارها..
في ظل ابتسامة كسيرة لأطلال ملامحها

الفتاة الوحيدة..
الجافة والباردة
والتي حشت جوفها بالحجارة والإسمنت
وردمت عيونها بالصبّار
ورمت عن جسدها المتيبس
كل ما قد يوقد أنوثتها في عين الرغبة
وخانت براءتها مع الصمت اللعين
الذي تنصّل من أبوته
لكل قصائدها
القتيلة..

الفتاة الوحيدة تلك..
لما مسّ الشغف قلبها المحنّط
وعبث الغرام ببذرة أنوثتها التي كادت تكون رمادًا
فأنبتها امرأة حسناء
يسبّح متأوهًا بفتنة مبسمها الجمال،
لمّا مسّها الحب..
علّقت متشفية رأسه
على صدرها
تميمة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى