رسائلي إلى مارغريت 3

 

صالح علي-شاعر وكاتب سوري

.

مساء الخير يا مارغريت
نعم سأعترف لك اليوم بأنّني مشتاق، وإن كنت أرى خطابك بهذه الكملة من حماقات المراهقين مِن الصبيان!
ولا أحبّ التصريح بها لأحدٍ وإن كان جلُّ ما أكتب بها طافحًا!
ثمَّ ما الذي ينقصني لأقولها! فإني لستُ بشيخٍ هرم وهبني كذلك: ألست القائل:
وأعشقُ الناسٍ كهلٌ مسّه الكبرُ!
فإنّي وإن لم أعنِ به نفسي مقدمًا، إلا أنني كتبته حيطةً لأرذل العمر، ولن أكتم شوقي وعشقي ولهفتي بعد اليوم:

نعم أشتاقُ لا أخُفي اشتياقي
ولو ذقتُ المرير من الفراقِ
سأظهر ما أكنُّ من التصــابِي
وأحللُّ ما تعقـدَّ من وثَاقي
وهل يُخفِي الهوى في الناس صبٌّ
وسرُّ الحبُّ تفضحه المآقي!

وها قد بحت بمكنون خاطري، وتكلّمت بما أضمرت، فلا يأخذك الغرور إلى حتفك ولا يطمعك ظاهر حلمي بباطن جهلي، فإنّي أجهل من قوم ابن كلثوم، وأمرّ من الزقوم، لمن يعادي، فإيّاك أن تبدلي زهري حنظلاً ، وبردي مرجلًا
فإنّ من أمن العقوبة أساءَ! ولن أقول الأدب لأنّي أدبّتك بحرفي وظرّفتك بعطفي، وما إخالك إلا متشبّه بي وقد أجاد والله من قال: إنَّ التشبّه بالكرام فلاحُ!
فحريٌّ بك أن تكوني مثلي والسلام!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى