مظاهرة كبيرة في استوكهولم

آرام كرابيت-كاتب سوري مقيم بالسويد

.

البارحة شاهدت مظاهرة كبيرة منظمة جدًا في استوكهولم على الشاشة ضد العنصرية، استوقفني الحدث. وأحزنني بشدة.
استيقظت وصورة المظاهرة لم تترك خيالي وذاكرتي، قلت لنفسي:
حتى المظاهرات فيها خيار وفقوس، معقول؟ ولماذا تسلط الكاميرة بطريقة احترافية على الغضب من جهة، على الوجه لشابة أو أكثر، من السود، والحزن على أخرى التي تثير الشفقة والثورة في نفسية المتفرج.
مليوني قتيل في سوريا، وجرائم ممنهجة نراها أمام كاميرات العالم، وتدمير ممنهج للآثار والبيوت والتاريخ والجغرافيا والحدود والحياة، ولم نر عشرة أفراد في باريس أو لندن أو برلين أو نيويورك، ينزلون إلى الشارع ويتضامنون مع هذا الشعب الذي يموت اليوم جوعًا وقهرًا ووجعًا، ولا ماء ولا كهرباء، ولا كلمة إدانة للقاتل بشار أو أحد أفراد عائلته أو نظامه.
من الذي يحرك المظاهرت في الولايات المتحدة وأوروبا، هذه المظاهرات الجاهزة وتحت الطلب؟
المظاهرات فعل سياسي منظم، أي، الموضوع أبعد ما يكون إنسانيًا، ماذا يحدث في عالمنا:
هل أصبحنا آلات إلى هذه الدرجة من التسفيه، والرخص والفراغ والغباء؟
هل هذه المظاهرات هي ضد العنصرية فعلًا، من الذي يلعب بنا ويحركنا وكأننا أوراق جافة يابسة تذروها الرياح في الهواء لتسقط بشكل حر وتموت على الأرض إلى أن تذبل وتفنى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى