أدمنتُ وجهَـكِ

يـــاسـر مـحـمـد نـــاصـر-العراق

أدمـنتُ وجـهـكِ لـيتَ البدرَ لي سـَنـَحَا
لم يبقَ في الحُسنِ وجهاً دونكِ إنشرَحا

مُـذ جِئتُ عَينَيـكِ لا أرضٌ أَطيبُ بِـهـا
سِيَّـانَ مَـن سَـكـنَ الدُّنـيـا ومَـن نَـزَحـا

قـد جِئتُ أُلـقي قَـصيدِي دونَ قـافيـةٍ
وأخلُقُ الشِّـعرَ مِن عينَيكِ لـو رَزَحــا1

ما لي إذا جِئتِ في همِّي وضـائِـقَـتِي؟
يـجـيؤنـي الفرحُ الـمـخبوءُ مُـتَّـشِـحـا

قُـولـي فَـقـولُـكِ أضحـى لِـلفؤآدِ دَمَـاً
يَـستاقُـني لَـهـفـاً والـقـلبُ مـا نَـشَـحـا 2

إحـتَـلَّـتِ الـرُّوحَ لا تَـبـغِـي تُـبَـارِحُـهَـا
فَـكيفَ إذ مَـلكَـتْ قلـبَـاً لها صَــدَحَـا ؟

إنِّـي لَـأَقبَلُ كُـلَّ الحُـبِّ يَـصـرعُـنِــي
لا أسـكُـبُ الآهَ مَـادامَ الهَـوى نَـضَـحـا

تَـرسو وَتَدنو ، تنامُ اللَّيلَ في خَـلَـدِي
فَـهل يَـمِـلُّ فُــؤادٌ بِـالـهـوى طـفَـحـا ؟

تَـشـيخُ ذاكِـرتي مِن عِـرقِ سُـنـدُسِـها
ويَعجِزُ الفَجرُ في الأنفاسِ لو صَبَـحَـا

ويَـعـتِـمُ الصُبحُ لومـا وجهُـهـا قَـدَحَـا
ويُـشـنَـقُ الـليلُ لـومـا نـورُهـا مَـرَحَـا

قـد لامَـسَـت كَـفُّـهـا كَـفِّي بِـلا خَـجَلٍ
فجئتُها أغـزِلُ الأشــعـارَ مُـفـتَـتِـحـا

لـم أدرِ أنِّـي بِـحُلـمٍ كُـنـتُ ألـمـسُـهـا
فَـصـار هـمِّـي على الأشعارِ مُـطَّـرِحَـا

يـاصـورَةً لـم تَـزلْ من فـوقَ ذاكِـرَتِـي
مَـتى تُـمَـرِّرُ كَـفَّـيـهـا لِـمَـن مَـدَحَـا ؟

وكيف أجـعـلُ حُـلـمـي والـرُّؤى مَسَدَاً؟
وأربـطُ الـبـيـنَ والـتـفـريـقَ والـتَّـرَحَـا 3

ورُحتُ أرعى سُهيلَ النجمَ في أفُقِي
حتى سهيلَ فقد أمسى بنا شَـحـحـا

مَـن مُـبـلُـغُ الحَـيِّ أنِّـي فِـي مَـنَـازِلِـهَـا
أُحَـدِّثُ الـزَّهـرَ والاطـلالَ مُـمـتَـدِحـا

مَن مُبلِغُ الحَـيِّ أنِّي في الهوى عَطِشٌ
لا مَـاءَ لا عَيشَ لا مَـرسى لنا فُـتِـحـا

سَأنحتُ اليومَ من بينِ السطورِ دَمِي
وأعـلنُ الحبَّ بينَ الـنـاسِ لو سَـنَـحـا

ما عاد لي في الهوى قلـبٌ يُـطاوعُني
فـكيفَ أمحوكِ من قلبي إذا فَـضَـحا ؟

وكيفَ أنـسـاكِ ؟، انتِ الان خـاطرَتي
أصـبحتُ مِـثـلَ السَّـما أنسامَهُ قَـزَحـا

يَـاعَـذبَـةَ الــرُّوحِ يَــاطـِفــلَاً أُدَلِّـلُــهُ
يابِنْتَ رُوحي أمَا يُغريكِ مَا شُـرِحـا ؟

لَـم أعرِفِ الحُـبَّ أوجاعَــاً مُخَــلَّــدَةً
فَـكُــلُّ جُـزءٍ على أجـسـادِنَــا ذُبِـحَـا

أُطـمـئِـنُ الـقـلـبَ والآمــــالُ قـاسِـيـةٌ
والشوقُ يدفعني والبينُ قد ربِــحــا

أصـداؤكِ الان في نـومـي تـلاحقنـي
وَنَـبضُ قَلـبِي مِـنَ الأنَّـاتِ قد ردَحـا

عَـدلٌ بِــأنِّي أُجَازِيــكِ الهَـوَى عَـبَـقَـاً
لاتُـنكِرِي عَاشِقَاً أعطى الهوَى فُسحا

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى