أَحَقًّا حَبِيبَ الْقَلْبِ أَنْ بِتَّ نَائِيًا (الجزء الثاني)
أ.د.سعد مصلوح-مفكر وشاعر عربي مصري
.
حَلَفْتُ بِمَنْ سَوَّاكِ أُنْسًا وَرَحْمَةً
ألِيَّةَ صِدْقٍ لا ألِيَّةَ حَانِثِ
لَعَيْنَاكِ زَادٌ مِنْ مَبِيتِي عَلَى الطَّوَى
وَمَغْنَاكِ حِصْنٌ مِنْ قِرَاعِ الحَوَادِثِ
وَكَأسُكِ فِي الصَّيْفِ اللّهِيبِ سُلَافَتِي
وَطَيْفُكِ فِي الصَّمْتِ الرَّهِيبِ مُحَادِثِي
سَرَيْتِ كَأنْفَاسِ الصَّبَاحِ عَلَى الرُّبَى
مُؤَزَّرَةً بِالنَّبْتِ خُضْرَ الأثَائِثِ
فَأخْرَجْتِ خَبْءَالنَّفْسِ مِنِّي بِنَظْرَةٍ
خَبِيرٍ بِمَاًيَحْوِي كَمِينُ النَّبَائِثِ
وَكَمْ سِرْتُ فِي دَحْضٍ مِنَ الأمْرِ مُزْلِقٍ
فَزُمَّتْ أقَانِيمِي وَلُمَّتْ مَشَاعِثِي
تَمُرُّ الليالي مُسْرِعَاتٍ حَثِيثَةً
وَكَمْ ضِقْتُ فِيهَا بالبِطَاءِ الرَّوَائِثِ
وَإنّي لَأسْتَغْشِي ثِيَابَ مَحَبَّتِي
لِأشْهَدَ صِدْقَ الجِدِّ بَيْنَ المَعَابِثِ
وَأسْتَوْقِرُ السَّمْعَ الرَّهِيفَ مُخَلِّيًا
نَمِيمَةَ نَمَّامٍ ، وَرَفْثَةَ رَافِثِ
وَرَدْتُ رِيَاضَ العِشْقِ ألْتَذُّ حَرْثَهَا
فَيَا طِيبَ مَا أجْنَتْ رِيَاضٌ لِحَارِثِ
وَأُورِثْتُ فِرْدَوْسًا مِنَ الطُّهْرِ مُونِقًا
فَأحْبِبْ بِمَوْرُوثٍ ، وَأَحْظِ بِوَارِثِ
غَفَرْتُ لِأيَّامِي ، وَقَرَّتْ بَلَابِلِي
وَأبْرَمْتُ مِنْ غَزْلِي نَقِيضَ النَّكَائِثِ