صفية الدغيم | اسطنبول
لا تَرجِعي لن يرجعَ العصفورُ
ما عادَ يُطعمُ خبزَهُ التنورُ
//
يا هندُ لن تجدي لقمحكِ حاصداً
فالحقلُ من أصحابهِ مهجورُ
//
إن عشتِ قُصِّي للحمامِ حكايةَ
التوتِ الذي ما ودّعتهُ الدُّورُ
//
وحديثَ فاقدةِ الوليدِ لبَطنِها
وحكايةَ الأحلامِ حين تَبورُ
//
وحكايةَ الأفعى تحومُ وسَعيُها
في شرعِ مَصَّاصِ الدِّما مشكورُ
//
وحكايةَ القلمِ الذي ألقَت بهِ
لمصيرهِ خلفَ الحدودِ سطورُ
//
وحديثَ شعبٍ أزهقوا أحلامهُ
ما الجرمُ ؟؟؟: جرمُ الحالمينَ كبيرُ
//
وحديثَ حنجرةٍ قضت برصاصةٍ
والذنبُ ؟؟؟: ..(أن ما خانها التعبيرُ)
//
وحديثَ من لاعُذرَ لاستنكارهِ
والسّوطُ في جلدِ الوَرى معذورُ
//
وحديثَ من تركَ الخِرافَ فريسةً
للذئبِ لم ينفع لهُ التحذيرُ
//
وحديثَ أول قصةٍ للشهرزاد
اغتالَها في مهدِها مسرورُ
//
وحديث آخر قريةٍ مرّوا بها
وعَلا بها للمجرمينَ نَفيرُ
//
سقطت على سكانِها وتساقطت
معها لأحلامِ الأباةِ ثُغورُ
//
ما عادَ فيها غيرُ رجعِ أنينِها
ورؤوسُ من صُلبوا بها وطيورُ
//
وعبارةٌ كُتِبَت بدمعِ عُيونِها
(سَيموتُ رب البيت حينَ يثورُ
//
سَيموت كلُّ صغارهِ من بعدهِ
ويموتُ في عينِ الرضيعِ النورُ)
//
لا تحسبي أن لا نهايةَ للأسى
فعلى البغاةِ الدائراتُ تدورُ
زر الذهاب إلى الأعلى