يموء كما قطة في آخر النفق

 

 

رشيدة المراسي – تونس

مهما قدّمت الذاكرة من قرابين للنسيان

سيظل الإنتظار يحفر أخاديد شوراع الصمت

المعبّدة بأسرار الأنهار الميّتة

لا تجلد شاعرا نام مستلقيا على ظهره

وهو يقرأ آخر نص لسيدة الغياب

كنت سأحدثهم عن شاعر كاهن

شاعر قاوم جلاّد حصانه

في العصور الحجرية

وأمضى ما تبقى من عمره عتّالا

حين أفقت من حلمي قبل الفجر

لم أر ظله عند الباب

النافذة مغلقة

لا شقوق الجدران تفتح مساماتها

لزوّار الليل

ولا النمل يطير باتجاه السقف

من أين فرّ ذلك الكائن العجيب

كان هنا

بالأمس كان يلقي على مسامعي قصة الشعر الطويل

مكتوفة الأيدي حين فتحت عيني على ضوء خافت

يموء كما قطة في آخر النفق

البئر عميقة تصطك أسنان أحجارها في القاع

لا دلو ماء أروي به ظمأ الحقيقة

غير شحوب خلّفته كوابيس ليلة مارقة

بدت مقمرة حين غفوتُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى