الراقصون علي آلام الناس

 

د. يسرا نصر الله| إعلامية مصرية

أثناء ما كانت تسير صديقتي بسيارتها الخاصة في الشارع مع اخذها جميع الإجراءات الوقائية من تعقيم وارتداء الكمامة وقفازات اليد.. استوقفها تصرف غريب لفت نظرها بشده من سائق ميكروباص إذ أنه كان يجمع الكمامات من الركاب وهم ينزلون من السيارة ثم أعطاها للركاب الجدد ممن لا يحملون الكمامات خوفا من الغرامة التي فرضتها الحكومة.

يا للعجب!! أصبح الناس يخشون العقاب والغرامة أكثر من المرض ونقل العدوى، الأمر أكبر من أنه جريمة فالكارثة الكبرى هي رهان الوعي الخاسر علي بعض الشعب، لا شك أن الحكومة المصرية قامت بدورها على أكمل وجه من فرض إجراءات إحترازية ووقائية وفرض عقوبة لمن يخالف هذة الإجراءات.

ولكن نحتاج جميعا حكومة وشعبا بذل جهد كبير لنحارب الجهل والاستهتار بأرواحنا وأرواح الغير وعدم المسئولية.

يذكرني موقف سائق الميكروباص والركاب بجهل البعض من الناس وخصوصا كبار السن الذين لا يدركون خطورة الأمر فكم رأينا وسمعنا عن الكمامة الدوارة أمام البنوك أثناء صرف المعاشات .. البعض يرتديها ليصرف معاشة ثم يعطيها لمن يليه في الدور.

الأخطر من ذلك هو كورونا الجهل، كورونا الضمير عندما نجد بعض مستغلي الأزمة ممن يحركهم الطمع والجشع منهم من يجمع الكمامات من القمامة ويعمل على غسلها وكيها لإعادة بيعها لتحقيق الربح.

ومنهم من يعمل علي احتكار الكمامات والقفازات والمطهرات بالرغم من أن مهنة التجارة ليست مهنتهم الأصلية وغير معروف من اي مواد يصنعونها أو كيف يتم الحصول عليها ولا أعلم أهي متاجرة بالكمامات والمطهرات أم متاجرة بالمرض وٱلام الناس.

اما أخطرهم من أصابه الفيروس ثم تعافي فبدأ يستغل البلازما الخاصة به في التجارة بآلاف الجنيهات بدلا من التبرع بها، والأشد خطورة هو من يقوم بالنصب والاحتيال عن طريق تزوير أوراق تثبت أنه كان مصابا بالفيروس ثم تعافى بغرض بيع البلازما لمرضي كورونا.

الحقيقة هى أننا لم نتعلم الدرس بعد ولم نفهم الحكمة من وراء الابتلاء.. عزيزي الكوفيد لقد خسر الكثيرون من ورائك حين تعطلت أعمالهم وتوقفت أحوالهم وفقد بعضهم أقاربهم واحبابهم ، وربح الكثيرون أيضا ممن تاجروا بٱلام الناس ؛ وهؤلاء هم الراقصون علي آلام الناس.

لقد كشفت عزيزي الكوفيد عن معادن الناس وفضحت ادعاءاتهم، وكشفت عيوبهم، وغربلت الناس وبينت لنا الخسيس من النفيس من أصناف البشر، “جزي الله الشدائد كل خير عرفت بها عدوي من صديقي”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى