سميرة الزغدودي | تونس
كسراجِ نورٍ قد تبختر في دمي
ضوءٌ تمشّى في دجى شرياني
//
بأنامل الاشواق دسّ حنّوه
قذف الحميّا داخل الوجدان
//
أسرابه حطّت على شجر الضفا
ئر طوّقتني العين بالأحضان
//
شردت ظباءُ متيمٍ خفّاقةً
ألقت بها الشهقات في الهذيان
//
وغزت شفاهٌ حقلَ فاكهة وفي
هـ تجوّلت تقتات من رمّان
//
فالروض مني أينعت ثمراته
ودنت قطوفٌ من على الأغصان
//
هذا المليح تبعثرت نظراته
بين الرّخام ومبسم المرجان
//
كم طاردت جيدا تمرّد عطره
قولوا له رحماك من إفتاني
احتلّ ثغرا والعبير اجتازني
أهدى لأنسجةٍ شذا الرّيحان
//
اجتاح حنجرةً وأسكت داخلي
صوتًا بكى من قسوة الحرمان
//
من خمرةٍ ذاقتْ لَمَاهُ رشفةً
فأراقَ في كأسٍ له شيطاني
//
نلنا من الاقداح دون هوادة
نحيا معا في سكرة الإدمان
//
وتراقصت للشوق ألسنة اللّظى
وقلوبنا احترقت من النيران
//
ألقى بنا التهيام في أمواجه
فغفلت عن عودٍ إلى الشطآن
//
أهدى الهيام من الربيع لفصلنا
عطرًا تفصّد من ورود جناني
//
تغريدة الكروان هزّت خافقي
فسرقتُ من حِبٍّ صدى الألحان
//
كم خاصرت شُهُبٌ سياجَ حديقتي
وتناولتْ ثَمَرا من البستان
تبّا لآدم أذنبتْ في حقّه
تفّاحةٌ راقت على الأفنان
//
تبّت يداه امتدّتا حتّى الحشا
فتفجّرت حمم من البركان
//
طرْنا بأجنحةِ العناقِ وعشقُه
يختال بالنبضات في الأعنان
//
قيثارة الهمسات اغنيتي له
واللّحن هزّ وتيرة الخفقان
//
صهلت خيول القلب والخفقات في
صولاتها من أجود الفرسان
//
للعشق يُتلى الوحيُ في محرابه
والنبض رتّل أحرف الفرقان
//
أدّى صلاةً للهوى متهجّدا
يحنو سجود القلب للقرآن
//
لنبوءةٍ ضاءت سماوة احرُف
بشروق شمس في علا التبيان
//
وانساب نهر الشهد بين أناملي
ونميره هبة من الرحمن
الشّعرُ باخرةٌ هوًى رُبّانُها
والبوحُ أمواجٌ من التّحنان
//
الشعرُ كعبةُ من تسامى نجمه
بل منبرُ الإحسان والإيمان
//
وعلى ربى الابداع زان قصيدتي
سربٌ من الابيات كالغزلان
//
كأس اليراع من المحابر أُترعت
والحرف صاغته يد الانسان
زر الذهاب إلى الأعلى