أَعِدُّوا لَهُم..

أيمن الجملي| مصر

أَعِدُّوا لَهُم أُغنِياتِ الوِئامْ..

وَأَغصانَ زَيتُونِكُمْ..

وَالحَمامْ..

وَما تَكنِزُونَ مِنَ الأُمنِياتِ..

وَما تَستَطِيعُونَ مِن الابتِسامْ..

وَلا تَسفِكُوا عَبَراتِ الأَنامِ..

فَمِثلُ الدَّمِ..

الدَّمعُ حَدٌّ حَرامْ..

وَقُولُوا:

سَنُزهِرُ..

رُغمَ الشَّظايا..

لِيَخجَلَ مِن ناسِفِيهِ الحِزامْ..

وَمُدُّوا يَدًا..

صافِحُوا..

كَي تَمُرَّ الرَّزايا..

خِفافًا..

مُرُورَ الكِرامْ..

لِكَي تَدفِنَ الأَرضُ سُودَ الخَطايا..

وَيَحمَرَّ وَردٌ..

بِصَدرِ الرُّخامْ..

لِنَنزِعَ راءً مِنَ الحَربِ..

ثُمَّ نُقَطِّبَ بِالحُبِّ جُرحَ السَّلامْ..

أَعِدُّوا لَهُم ما استَطَعتُم..

مِنَ الوِدِّ..

تَستَنكِرِ الرَّامِيِينَ السِّهامْ..

وَيَعتَنِقِ الجاهِلِيُّونَ رَبًّا..

وَيَحتَضِنِ الثَّائِرِينَ النِّظامْ..

أَعِدُّوا..

أَعِدُّوا قُلُوبًا غَمامًا..

إِذا استَمطَرَ العاشِقُونَ الغَرامْ..

وَصُبُّوا قَوامِيسَها صافِياتٍ..

لِتُسكِرَهُم بِالمَعاني المُدامْ..

لِتَنهَضَ بَغدادُ..

مِن كَبوَةٍ مااا..

وَتَضحَكَ بَعدَ النَّحِيبِ الشَّآمْ..

وَيَصفُوَ لِلصُّحبَةِ السَّاهِرُونَ..

وَيَغفُوَ وَسطَ الأَمانِ النِّيامِ..

أضِيؤُوا المَصابِيحَ..

كَي لا يُقالَ:

(قَدِ استَبدَلُوا بِالضِّياءِ الظَّلامْ)

وَشُدُّوا الرِّياحَ..

إِلى جِذعِ نَخلٍ..

لِيَثبُتَ كالصَّرحِ..

فَوقَ الرُّكامْ..

وَيَرجِعَ لِلوَطَنِ اللَّاجِئُونَ..

وَتَنزاحَ عَن نازِحِيهِ الخِيامْ..

وَيَمشِي عَلى الماءِ شَيخٌ غَرِيقٌ..

وَيَنسى أَزِيزَ الرَّصاصِ الغُلامْ..

وَيَسلَمَ خَدَّاهُ..

مِن صافِعِيهِ..

وَتُجبَرَ بَعدَ الكُسُورِ العِظامْ..

لِيَشدُوَ نايٌ..

وَيَهتَزَّ عُودٌ..

وَتَرقى عَلى المُوتِ رُوحُ المَقامْ..

أَسِرُّوا لِقابِيلَ:

(إِنَّ الضَّحايا تُسَبِّحُ بِالعَفوِ..

لا الاِنتِقامْ..

إِلى اللَّهِ سارَتْ..

وَما زِلتَ وَحدَكَ..

فِي الخَلفِ..

تَنظُرُ نَحوَ الأَمامْ..

فَلا تَقِفِ..

الدَّربُ يَحتاجُ مَشيًا..

وَقَد آنَ بَعدَ القُعُودِ القِيامْ..

فَقَرِّبْ قَرابِينَكَ؛ اليَومَ؛ عِشقًا وَشِعرًا..

فَقَد زالَ وَقتُ الحُسامْ)..