شاعر / شارع / شراع

هيثم الأمين / تونس.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

لا أريدُ أن أكون شاعرا !

أريد أن أكون شارعا

فالشّاعر

يصير ضيّقا جدّا

حين تتعطّل حركة القصائد في أصابعه

و حين يختنقُ بكلّ هذا العالم

و لا يسعفهُ الصّراخْ.

الشّاعر

لا يؤدّي إلّا إلى الحزن

أو إلى العناوين السّريعة العطبْ

و كلُّه متاهةٌ،

هو أوّل العالقين فيها.

الشّاعر

لا تعبره إلّا القصائد العرجاء

و المنصّاتُ التي يسّاقط عليها

من أجل تصفيق خجول

أو من أجل امرأة تظنّه نبيّا!

الشّاعر،

حين يحترق صدره،

لا أحد يراه

و لا عسكر حرائق يطفئ حرائقه

و ينتشل، منه، كلّ الجثث

و جثّته! !

و الشّاعر

لا بلديّة تتعهّد بتغيير رأسه كلّما انطفأ

حين تهاجر القصائد و الجمهور

إلى شاعر أوفر حظّا

و أكثر دفئا.

لا أريد أن أكون شاعرا!

أريد أن أكون شارعا

فالشّارع

لا ينام وحيدا

و لا يقتله الصّمت

و لا الجوع.

الشّارع

لا يعجّ بالنّصب التذكاريّة كما ذاكرة الشّاعر

و لا يبكي

كلّما سرق، منه، النّسيان عنوانا أو رقم هاتف.

الشّارع

لا يفقد رجولته،

في السّجن،

بسبب قصيدة غاضبة

و الشّارع لا يسكرُ أبدا

فيكتب قصائد غاضبة.

أنا

لا أريد أن أكون شاعرا

بل أريد أن أكون

شاعرا شارعا

فتكون لقصائدي عناوين واضحة

يصل إليها كلّ سعاة البريد

و الأحذية الأنيقة

و اللّصوص!

أو شارعا شاعرا

يمكن لأيّ شخص في هذا العالم

أن يتجوّل داخلي عبر جوجل إيرث

و أن تكون في نهايتي مدينة ألعاب

أبيع فيها حلوى غزل البنات

لحبيبتي

فأراها تبتسم!

لا أريد أن أكون شاعرا!

لا أريد أن أكون شارعا!

سأكون شراعا

يسافر في كلّ الدّنيا

ثمّ ينام، كطفل، في الأعماق

كلّما أنهكه اللّعب مع العاصفة! !

هيثم الأمين تونس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى