تجاعيد الماء (51) أنوثة

سوسن صالحة أحمد | كاتبة وشاعرة سورية تقيم في كندا

 

وضعت يدي على شفتيك حتى لا تخرج منها كلمات الاعتذار، أشياء كثيرة بعدها تغيرت في حياتنا، حيينا بحب جديد، عمراً آخر، مشاعر ليس فيها لبسٌ من كنهها فينا، وليس فيها ما ينقص منها ولا من يغتالها. 

عذرتك في كل ما فعلت، سامحت على أخطاء، طلبتُ السماح فيما لو أخطأت أنا، سنبدأ الآن كما لو كنا أول مرة نتعارف وفي كل لحظة كأنها اللحظة الأولى، سنراكم التعارف، لن نراكم الأخطاء، سنجمع القبول والمحبة والاحتواء، فقط تعال، لمني إليك، أشتهي لحظات الصدق الجامعة للشتات بعد السماح، تعال، فكلنا يخطئ، ليس علينا الوقوف هنا، الأيام تمضي والعمر يهرب. 

كل صباحٍ هو مناسبة جديدة تستحق احتفالنا بها ونستحق التجدد معها من أجلنا. 

مرة واحدة فارق صمتك وتعال وجرب أن تقول آسف. 

لن أدعك تكملها، قلت لك أني وضعت يدي على فمك كي لا تخرج كلمات الاعتذار لما أمسكت بي من الخلف تقول: سامحي، لأرتمي بين يديك ثملة بك. 

إلا أن شيئا من هذا لم يحصل، بقي الترائي خيالاً، والأمنية كعادتها معك نامت حتى ماتت. 

أنت أنت، لا لهفة محب ولا وله عاشق ولا حنو زوج. 

بردت بعدها مشاعري وتلاشت تلك الرغبة إليك. 

لا أدري بعدها أين خبأت أنوثتي، ولا أدري ماذا سأفعل بها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى