ضِفافٌ

محمّد شوشانْ | تونس

على ضفافِ عينيك
بحر مديد…
ثمّةَ ماءٌ شفيفٌ ،
أخفيه في سويداء القلب
و يشهق ..
يشهقُ منّي إليك
أنا المسجّى خلف وِدْيانكِ المنهمرة ،
أنا المسجّى هناگ منذ طقوس النشأة.

أذكر عينيكِ …
قصائد الموت المرّ
نجوى الفناء على أملٍ
أذكر موتي المحاذي لصوتك
و كبرياء الرّحيل
يشتّد ..

أذكر رجلٌ هناك على حافّة
أذاب كأس نزوته
رحيقًا لإمرأة هادرةٍ
إنّي أراها هناك تمتّص فيه شهوة البقاء
و لا تعبر إلى مسامّهاَ ،
فيتناهى عمق الفناءْ.

ذكراكِ …
و أحلام تصطكُّ على مسافةِ الغريبْ،
تضاءُ أبواب القلبْ
على شفى انحدارهاَ
أشياؤكِ …
تهتفُ من شاهقِ عزّتهاَ
كالحلمِ تنثرُ عبيرًا
كالوتدِ تشّدُ وزرَ سرابهاَ
كشهقةٍ نازفةٍ
في ظلمة الجسدِ المتهجّد في صلواتهِ.

………

من مجموعتي الشعرية “هَالْدولْ” الصادرة عن دار ديار للنّشر و التوزيع بتونس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى