سواغ الفراغ وذاكرة الصفصاف
جميل علي| المغرب – فاس
(2) سواغ الفراغ
في طرفة قرار
وظَبَتْ حقيبتها
أنهت كتابة كلمات
خربشات ما ضاع //
لم تفارق ذهنها
منذ نظرات الشقاق
كما لا تفارق الرياح الشراع //
تسللت من بين عاصفة ذكريات
بخار قطرات مطر
سالت على سواري الزمن
بكر دمعات خانت زينة المسكارى
هل هو منتهى وداع //
يا ترى…
أم جفاف أحاسيس
أم بداية سفر
رمى ما صاغ من صدق
لبس ألف قناع //
امتص دمع لحظات الاشتياق
سمم رضاض السكر
في ثنايا ” كراميل ” القُبل
حبيبية السواغ //
تختلط بهدب الرضاب
فتنسج سيناريو أحلام
على وسادة الفراغ
لم تعشها أقلام
و لم يفسرها حبر يراع //
***
(2) ذاكرة الصفصاف
لهمسكِ في آذان الذكريات
صدى وريقات الصفصاف //
أحب الخريف
يدلِفُني هبوبه
تذكّرني غيومه
بمسحة حزن بين حاجبيك
ألقاها أيلول ثم فر
على أجنحه الخطاف //
بلغَ ما عشناه
ذروة الخيال
كنت حينها
قربك لا أبالي
أُساقُ حرّا إلى مستقبلي
فيهدي مخيّلتي
أسمى الاوصاف //
أستجمع فصولها حكاية نادرة
تبقى أوراقها متناثرة
فأعود مسرعا
مسعايَ حضن
حضنُك أنت
بعد سنوات عزاف //
فنجاني يمٌّ
فيه نكهة القهوة
فيه صخب النشوة
أهيمُ في موسيقاك
وأنت دندنةُ صبيةٍ صبّةٍ
تشاكس في مسمعي الإرهاف //
أرى في خطْوٍك نيسان
ينحو روعة الصيف
و دفء النُّدَف
فتنصَعُ بتلاتُ الأقحوان ليلا
مثلما أجُبُّ في عشقك
كل الأعراف //