جريدة عالم الثّقافة تحاور النّاقد عبد السّلام الشّاذلي

حاورته: فيروز باش | الجزائر

  • المواهب الشّابّة عاجزة عن فرض ذاتها في ظل سيطرة العجز والعجائز
  • المثقّف باختصار عليه أن يكون ضميرا حيّا لآمال شعبه
  • الثّقافة مسؤولية باعتبارها رؤية عامّة للعصر
  • ثمّة أدبّ نسويّ يمثّل نضال الحركة النّسويّة في العالم

عبد السّلام الشّاذلي، كاتب وناقد وأستاذ جامعي،حصل على درجتي الماجستير والدّكتوراه،من كليّة الآداب قسم اللّغة العربيّة وآدابها.جامعة القاهرة، بمرتبة الشّرف الأولى في مجال النّقد الأدبي الحديث والمعاصر. عمل مدرّسا في كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة- جامعة الزّقازيق- فرع بنها. ثم عمل أستاذا مساعدا، ثمّ أستاذا بعدد من الجامعات العربيّة. وعضو مؤسّس للجمعيّة المصريّة للنّقد الأدبي، عضو اتّحاد كتّاب جمهوريّة مصر العربيّة،عضو الجمعيّة المصريّة للأدب المقارن، وعضو جمعيّة الأدباء. أسهم بفاعليّة في العديد من المؤتمرات المحليّة و العربيّة حول مناهج البحث الأدبيّ، والأدب العام، والأدب العام والأدب المقارن.

من أشهر مؤلّفاته:

تطوّر الفكر العربيّ الحديث.الهيئة المصريّة العامّة للكتّاب في جزئين.

شخصيّة المثقّف في الرّواية العربيّة الحديثة،ط3 الهيئة العامّة.

***

نبدأ حوارنا بهذا السّؤال دكتور.هل تعتبر الثّقافة مسؤوليّة؟وإن كانت كذلك،ما المطلوب بالتّحديد من المثقّف؟

بطبيعة الحال، تعتبر الثّقافة مسؤولية، باعتبارها رؤية عامّة للعصر، وهي رؤية تعتمد العلم والمعرفة، والموقف الحضاري، والسياسي، والآخر الاجتماعي. الثّقافة مسؤوليّة كبيرة، والمثقفون على تنوّع مشاربهم، وتوجّهاتهم، لابدّ أن يبلّغوا رسائل معيّنة لمجتمعاتهم، وأزمنتهم، بل وللأزمنة القادمة أيضا. ومن هنا يكون المطلوب من المثقّف الفهم، والتفسير، وإصدار الأحكام الدّقيقة على قضايا واقعه، بما يتيح للعامّة الاطّلاع على ما يحدث حقيقة، وكشف أي زيف ممكن أن يكون. المثقّف باختصار عليه أن يكون ضميرا حيّا لآمال شعبه.

***

كيف يرى الدّكتور عبد السّلام الشّاذلي المشهد الأدبي في عالمنا العربي اليوم؟

المشهد الأدبي، ليس منعزلا عن المشهد السّياسي العام، فالمواهب الشّابّة الواعدة بالتمرّد والإبداع، عاجزة عن فرض ذاتها في ظل سيطرة العجز والعجائز، الّذين يتمتّعون بامتيازات، وكذلك دهاء كبير يمكّنهم من الهيمنة على المشهد الأدبيّ. لكن ذلك لا يمنع من أنّ وسائل التّواصل الحديثة، بدأت في زحزحة مثل هذه الثّنائيّات: القديم،والجديد.الشّعري، والنّثري، الفصيح،والعامّي. أضيف إلى ذلك العزلة الإقليميّة للآداب العربيّة، فأنا لا أتصوّر أن لا تنشر أعمال أدبيّة قيّمة في الجزائر في مصر مثلا، أو باقي الأقطار العربيّة. تمهيد الطّريق لنشر أعمال الرّوائيين المبدعين: واسيني الأعرج، وعز الدّين جلاوجي، في بعض دور النّشر العام في مصر، وأحس أنّ هذا دوري، كعضو مؤسّس للجمعيّة المصريّة للنّقد الأدبيّ، وكمقرر قديم للجنة الدّراسات الأدبيّة واللّغويّة منذ مطلع السبعينات بالمجلس الأعلى للثّقافة، ولكن للأمانة  العمل الأدبيّ الجيّد سيفرض نفسه في كل مكان، كما ترون في أعمال نجيب محفوظ، ومحمود درويش، والطيّب صالح، وغيرهم.

***

بالإضافة إلى التخصّص الأكاديمي،هل يحتاج فعل النّقد إلى موهبة؟

الموهبة استعداد فطريّ، لكلّ دوافع العمل الخلّاق. وباعتبارأنّ لفعل النّقد علاقة بالنّصوص الأدبيّة، فالأمر برأيي يتطلّب استعدادا فكريّا لإقامة علاقة جماليّة مع النّصوص الأدبيّة أوالفنيّة.

***

في حوار أجرته الإعلاميّة أماني ناشد مع المفكر والأديب المصري عبّاس محمود العقّاد كان من ضمن الأسئلة الّتي طرحت عليه،ما يلي:”فيه أمر اسمه أدب نسائي؟”

وكان جوابه كالآتي: “فيه أدب جيّد دائما، أدب واحد هو الأدب الجيد. إذا استحق أن يسمّى أدبا فالصّفة الوحيدة الّتي تجعله أهلا لهذه التّسمية هي الجودة.”

أكيد فيه أدب جيّد، وآخر رديء، سواء كتبه رجال أو نساء، لكن ن الجميل أن نذكر أمرا مهما، والمتمثّل في عداء أديبنا الكبير محمود عبّاس العقّاد للمرأة عموما، وقد تجلّى ذلك في كتابه “هذه الشّجرة”، على الرّغم من روايته الوحيدة “سارة” والّتي تعتبر صورة روائيّة عن عبقريّة المرأة، وبالتّحديد عن عبقريّة الأنثى (يمكن للمهتمين العودة لدراستي لها في كتابي شخصيّة المثقّف في الرّواية العربيّة.) ولا شكّ أنّ ثمّة أدبّا نسويّا، يمثّل نضال الحركة النّسويّة في العالم، نذكر أدب الكاتبة الفرنسيّة الوجوديّة “سيمون دي بوفوار”، ولا سيما في كتابها الجنس الثّاني، وضغوط المجتمع الطّبقي وسعيه إلى تحويل الإنسان في شخص المرأة إلى مجرّد أنثى، أو جنس ثان. وهذا الأمر لم يخطر على بال الأديب الرومانسي الكبير “العقّاد”.

***

– تعليقك الآن على المشهد الثّقافي والأدبي في الجزائر دكتور؟

أنا أتابع باهتمام بالغ النّشاط النّقدي والفكري عموما لأبناء الجزائر، سواء تعلّق الأمر بالرّواية، أو الأدب، أو الأدب المسرحي، والأهم الجهود الفكريّة لأساتذة الأدب الشّعبي”عبد الحميد أبوريو” أنموذجا، أمّا عن الرّواية فأذكر: واسيني الأعرج، عز الدّين جلاوجي، الحبيب السّائح. وللإشارة هم من الأصدقاء الّذين أعتزّ بهم.لابدّ أيضا من الإشادة بالجهد الفلسفي لدى أعضاء الجمعيّة الجزائريّة للدّراسات الفلسفيّة، الدّكتور “محمّد زين الدّين” أنموذجا (جامعة وهران).

أمّا فيما يخصّ البحوث حول اللّسانيّات النّظريّة و التّطبيقيّة في الجزائر فهو أمر يسعدنا جميعا، كما أغتنم الفرصة لأترحّم على رائد الدّراسات اللّغويّة العظيم، الدّكتور”الحاج صالح”، الذي كوّن مدرسة لغويّة في الجزائر، والمغرب العربي عموما.

 

  • في حوار أجرته الإعلاميّة أماني ناشد مع المفكر و الأديب المصري عبّاس محمود العقّاد كان من ضمن الأسئلة الّتي طرحت عليه، ما يلي:”فيه أمر اسمه أدب نسائي؟”.. وكان جوابه كالآتي:”فيه أدب جيّد دائما،أدب واحد هو الأدب الجيد.إذا استحق أن يسمّى أدبا فالصّفة الوحيدة الّتي تجعله أهلا لهذه التّسمية هي الجودة.” فما تعليقكم؟

أكيد فيه أدب جيّد،وآخر رديء،سواء كتبه رجال أو نساء،لكن ن الجميل أن نذكر أمرا مهما،والمتمثّل في عداء أديبنا الكبير محمود عبّاس العقّاد للمرأة عموما،وقد تجلّى ذلك في كتابه “هذه الشّجرة”،على الرّغم من روايته الوحيدة “سارة” والّتي تعتبر صورة روائيّة عن عبقريّة المرأة،وبالتّحديد عن عبقريّة الأنثى(يمكن للمهتمين العودة لدراستي لها في كتابي شخصيّة المثقّف في الرّواية العربيّة.)ولا شكّ أنّ ثمّة أدبّا نسويّا،يمثّل نضال الحركة النّسويّة في العالم،نذكر أدب الكاتبة الفرنسيّة الوجوديّة “سيمون دي بوفوار” ،ولا سيما في كتابها الجنس الثّاني،وضغوط المجتمع الطّبقي و سعيه إلى تحويل الإنسان في شخص المرأة إلى مجرّد أنثى،أو جنس ثان.ونفس الأمر بالنّسبة لأدبنا العربي،ظلّ  إبداع المرأة خجولا في الظّل،نستثني الخنساء في العصر الجاهلي(قبل الإسلام).أمّا فيما يخصّ أدبنا الحديث و المعاصر،نشاهد محاولات تستحق التوقّف عندها من طرف الحركة النّسوية،الّتي تحاول تغيير هذه المعادلة الاجتماعية الثّقافيّة،وهنا لابدّ من ذكر هذه الأسماء:مي زيادة،والّتي يحاول صديقنا الرّوائي الجزائري المرموق “واسيني الأعرج”  اكتشاف تاريخها الأدبيّ المجهول.كما لابدّ من ذكر الشّاعرة العراقيّة المجيدة “نازك الملائكة”،من ولدت القصيدة العربيّة الجديدة على يديها(الشّعر الحر).كما كان للكاتبة الفلسطينيّة “فدوى طوقان”أكبر الأثر في نشأة الأدب العربيّ في فلسطين،ونضالها ضدّ مناورات العالم كلّه ضدّها.

كما أضافت الدّكتورة “نوال السّعداوي”، صفحات متفرّدة في الأدب النّسوي العربي المعاصر.لقد سطّرت الكّاتبات العربيّات صفحات رائعة في تحرير الأدب من سطوة النّزعة الذّكوريّة في رؤية العالم والتّاريخ الوطني،والقومي،وهنا لابدّ من ذكر الأعمال الإبداعيّة للكاتبة الجزائريّة أحلام مستغانمي، والكاتبات المصريات:رضوى عاشور،سحر تاجي،منال القاضي،وغيرهن.وهذا الأمر لم يخطر على بال الأديب الرومانسي الكبير “العقّاد”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى