عزيزي مارك زوكربيرغ: ما أروعك حين تذكرنا بصلة أرحامنا (الفيسبوكية)

هاجر الطيار | تشكيلية وكاتبة أردنية – ليبيا

العزيز مارك زوكربيرغ كم يروقني اهتمامك بشعبك الفيسبوكي العظيم هذا الشعب المتذمر النزق الملول هذا الشعب الذي لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب والذي أنا فرد منه ننام ونصحوا على ما تنعم علينا به.

نجدك حريصا كل الحرص على إرضاء أذواقنا المتعجرفة بلا تردد وجاهدا تحدث نفسك كيف تتفادى سخطنا فتنوع في سؤالك الاستنفاري الذي نجده بوجهنا صباح مساء كلما  تشرفنا بالإطلالة على عالمك أو مع كل نسخة جديدة تصدر عنك وها أنت تنوع الوجوه والتعبيرات مرة تلو الأخرى فساعة تظهر الطقس، وأخرى تستفسر عن مزاجنا ولا يضيرك إن كان عكرا أم رائقا ..

تتوسل وتتودد حتى نبقى  ندور في فلكك مقيمين في رحابك العامرة على الرغم من يقينك بأننا ونحن الجالسون خلف شاشات الكسل التي بين أيدينا نرفع أنوفنا عاليا بخيلاء، نصفق لك على تحديث ثم ما نلبث أن نلعنك على آخر، وتعلم جيدا أن هذا ليس بغريب على شعب مارق مثلنا.

نجدك تهرول ساعيا ملبيا حاجاتنا دون أن نبذل أي جهد يذكر نحن الشعب الذي يعرف كل ما له بالتفصيل ولا يعنيه كثيرا مما عليه.. فأنت العارف جيدا أن فضاءك هو المتصدر المتفوق في نظرنا نحن الشعب الذين يتقن التنظير بحرفية ليس لها حد نحن من نتحدث في كل شيء ولا نحاول أن نعرف الكثير من الأشياء على الرغم من أننا نستطيع فعل كل شيء.

نحن الشعب الذي فضل هذه البقعة الزرقاء الشاشة التي سرقت أعيننا عن الرفاق والأسرة والحياة و الحقيقية هربا من واقعنا المرير.. نعم نفعل ذلك دون تردد أو شعور بالذنب فقد وجدنا مملكة أشبعت فشلنا غرورا، وجعلت من كل واحد منا إلها يقدس هواه؛ صرنا نهب حيث يهب وندب حيث يدب.. ألسنا المتحكمين الأمرين الناهين على كل ما نشاهد ونقرأ ونكتب؟! ألسنا المنعمين المتفضلين بما نكتب وننتج من أبدع القصائد وقصص بطولات على متابعينا؟! ألسنا من نؤيد أفكارنا ونجمع حولنا من يناصرها؟! وننبذ أفكار غيرنا ونقصي كل من يؤيدها دون أن نكلف أنفسنا عناء البحث عن الحقيقة؟!

وعلى الر غم من أنك تتفضل علينا بفضائك هذا بلا مقابل إلا أنني أشهد لك أنك دائما تسعى أن تكون متجددا فما أروعك حين تذكرنا بصلة (أرحامنا الفيسبوكية) المتاصلة وتقترح علينا طرقا باذخة للاحتفاء معهم وبهم ولهم.

تخيل يا سيدي لو أن كل حاكم يسعى إلى ما تسعى إليه فيصل الليل بالنهار مثلك وراء راحة شعبه وبالمجان !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى