الشاعرُ المائي

ثامر سعيد | البصرة – العراق

رفقاً بنفسِكَ أيّها الشاعرُ المائي
وأنتَ تتخبطُ مثل سمكةٍ مذبوحةٍ
على شطآنِ دمِك .
تحاولُ بأغنياتٍ ثقيلةٍ أن تهربَ
من هجعةٍ تحاصركَ
فيشربُكَ الدخانُ في كابوسٍ ثقيل
وحين تفاجئكَ المراكبُ من جرحٍ قديمٍ
تلوذُ كالمجانينَ بأشرعةِ القصائدِ
فتخلعُ اللغةُ ملابسَها الليلية
وعلى مرأى من الصيادين والسكارى
تمارسانِ الحبَّ على طريقةِ القراصنة .
في لحظةٍ شائكةٍ ..
تسكبانِ البحرَ في فراغٍ مفاجئٍ
وحين تنضجانِ في السعيرِ
يغمركما الله بغيماتٍ كثيرةٍ
ثم تعطشان كثيراً
تعطشانِ كثيراً وطويلاً
قبل أن ترتوي القصيدةُ .
أيّها الشاعرُ النهريُّ ..
قلْ للأصابعِ التي تشيرُ إليكَ
الأصابعِ الراجفةِ اليابسة
من يفتشُ عن قصيدةِ رَطبةٍ
لم تبللها الجراحُ
عليه أن يبحث عن عذراء
في غرفةِ الولادة !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى