هل يجوز قولنا: (انعدم)؟

د. أيمن العوامري | باحث في اللغة والأدب – مصر

في مستهل حديثي أجد أنه من الأهمية بمكان إلقاء بعض البيان على انقسام الفعل من حيث التأثير المحسوس وعدمه إلى قسمين:

أحدهما: الفعل العلاجي:

وهو الفعل ذو التأثير المحسوس؛ خرج، دخل، ضرب، قام، قعد…الخ

ثانيهما: الفعل القلبي:

وهو الفعل غير المدرك بالحواس؛ نحو: علم، فهم، ظن، فرح، حزن..الخ

ويتفرع على ذلك عدم جواز (انعدم)؛ لأنه مطاوع (عدمته)، وقد اشترطوا في (انفعل) المطاوع أن يكون مطاوعه ثلاثيًّا على (فَعَلَ) بفتح الفاء والعين علاجيًّا، لكن لما كانت اللغة سماعية ووصفية، والاستعمال سابق على التقعيد، ومن سَمِعَ فهو حجة على من لم يسمع، فقد أجازوا (انعدم) بناء على ما ذكره صاحب الكتاب: (وغممته فاغتم، وانغم عربية)؛ ومن ثم فلا وجه لاعتراض الرضي الاسترباذي وتمسكه بمسألة العلاج؛ إذ لا تقوى القاعدة ولا تصمد، بل لا معنى لها مع توافر السماع وارتضاء الأسماع؛ ومن ثم يجوز (انعدم)، و(انفهم)، وصياغة (انفعل) للمطاوعة من كل فعل قلبي…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى