الاغتراب يصلبني على الجدر

أمين دراوشة | فلسطين

(1)

جدر القلق تنتصب

الاغتراب يصلبني على الجدر

خراب أرض ومنفى

لا شيء وسط الخراب

غير رائحة تبغ رخيص

غير زجاجة خمرة مسروقة

غير أحلام ظلّت الطريق

(2)

عالق في زحام الوقت

الوقت يجرجر عقاربه

عقاربه تصفع وجه الحلم

الحلم الذي يشارك الجميع في وأده

وأد الغد الآتي

الآتي ليس أكثر من أحلام مشوهة

مشوهة أرحام زمانهم

زمانهم أودى بنا نحو حفرة

حفرة سنقضي فيها ما تبقى من أيام

أيام دون أمل

أمل…

عالق في زحام الوقت

 

(3)

عينان عذبتان

تحتويان ألم العالم

ثغران باسمان

لا يكفان عن الحنين

 

(4)

أسف لأني لم أكن من تتمنين، أعتذر لأني لم أكن ما تحلمين، ولست نادما على عدم احتمالي لمحبة أعدائي، فأنا لم أكن يوما نبيا…

و قديما قلت: لو عدت للولادة من جديد، فأنني سأرتكب نفس الأخطاء وسأكون نفسي…كم كنت بارعا في الكذب!

يا لبشاعة ما اقترف بحقي!

يا لأثمي كم غفلت عن الغياب!

سأتقدم للسير على الصراط، وسأصل بسلام، ورغم أني لا أومن بالخرافات، غير أنها ستكون هناك…

تترقب سماع خطوات القلب…

تتسمع لوقع روائح العرق…

تترنم بقصة بقرة اليتامى…

ستمد يديها لهفة للقاء…

أليس هو من كانت تفاخر به…؟

أليس هو من كان يمكن أن يكون…النصر المبين…؟

ستأخذني إلى حيث نهري تسنيم وسلسبيل، وتطهرني، وتزيل ما ران في النفس من سواد، وستنزع ما زرع في القلب من غصة، وتمسح ما غطى الروح من غبار المعركة…الخاسرة.

وستعرضني إلى فيض من نور…

ثم ستقذف بي من جديد إلى الحياة…أكثر طهرا وجمالا وسحرا وشجاعة ، لأكون ما تتمنى وتحلم…

دون خسائر…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى