من يشتري فمي؟

زين العابدين الضبيبي | اليمن

 

فمٌ أنيقٌ بارعٌ

سلاحهُ إذا هجا كمدفعٍ جهنمي

وإن رثا أبكى عيون العدمِ

وفي المديحِ ساحرٌ يملِكُ ألفَ طبلةٍ

رنانةٍ دويُّها يُشجي الأصمَ دهشةً ومُنطِقٌ للأبكمِ.

 

من يشتري فمي؟

هذا الذي أتعبني

نشيجُهُ على ضياعِ الوطنِ المُعظمِ

هذا الذي جوَّعني

غباؤهُ مستمسكاً بكبرياءِ الفارسِ المحترمِ

وهو الذي تلعنهُ الأمعاءُ كل ليلةٍ

وقد أضاعَ حظها من ثمراتِ الموسمِ.

 

من يشتري فمي؟

هذا النزيه الثائر الكحيانْ،

بثوبهِ المُحتشمِ

فربما يمكنهُ تأجيرهُ باللين، بالريالِ بالدولار، أو بالدرهمِ

من يشتري ؟

قررتُ أن أبيعهُ لأستريحَ من سياطِ التُهمِ.

 

من يشتري فمي؟

هذا الذي إلى البلادِ ينتمي

وهو الذي ما ذاقَ من خيراتها

حتى ولو في الحُلمِ

وهو الذي تلعنه أحزابها كجيشها الجرار والعرمرمِ

ويستعيذُ من صهيلهِ الرئيسُ

في مخدعهِ

إذا تناهى صوتهُ متشحاً بالألمِ.

 

من يشتري فمي؟

هذا الذي يكتبُ عن أوجاعكمْ

وهو بقعرِ الظُلَمِّ

وهو الذي يبني ذُرى أمجادكمْ بقلبهِ المُحطَّمِ

وهو الذي يُرشدكمْ لطيفِ

كُلِّ جنةٍ

ويكتفي بالعيشِ في جهنمِ.

 

12 أكتوبر 2020م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى