نمطية الأدب وخطورته على المشهد الإبداعي

أسامة حداد | شاعر وناقد مصري

التجاور بين النصوص ليس ما تهدف إليه قصيدة النثر؛ بل الفنون جميعها فاللوحة التشكيلية والفيلم السينمائي والمعزوفة الموسيقية تشكل نصوصا في جوهرها والأوديسا والإلياذة والمعلقات تتجاور مع الكتابات الآنية بعيدا عن القيم التاريحية والسياقات الزمنية وانتقال الفنون من اللمعابد والقصور إلى الشارع والتحولات في بنى المجتمعات.

ولكن هل انتقلت نمطية الإنتاج من الزراعة والصناعة إلى الأدب لقد جال هذا السؤال في ذهني أثناء بحث أقوم بإعداده عن توظيف السرد الحكائي في قصيدة النثر وتوقفت أمام آليات وتقنيات شائعة ومتكررة على الرغم من تمايز النصوص على مستوى المعمار الخارجي وصياغة الجملة كوحدة بنائية فالمفارقة والاعتراف وآليات السرد وتوظيف الحكاية وتواشج الفنون وكسر مفهومية النوع الأدبي.

 سمات وملامح مشتركة بين النصوص كافة على الرغم من اختلاف أجوائها وعوالمها فهل تقود هذه المشتركات إلى نمطية الأدب على غرار الإنتاج الكثيف للسلع المستهلكة هذه الإشكالية تلوح أمامي وتبدو في جانب منها صحيحة وهو ما يشكل خطرا على المشهد الإبداعي وخاصة الشعري في اتساع الفحوة مع المتلقي من ناحية وتراجعه شأنه في ذلك شأن الفنون المرتبطة بالإنسان أمام الفنون المستحدثة والتي يتم إنتاجها عبر وسائط أفرزتها التقنيات الحديثة مثل الرسوم المتحركة والجرافيك.

وبالجملة فنون الصورة وعلينا أن ننتبه إلى الرموز المصورة في وسائل التواصل الاجتماعي واستخدامها كبديل للغة أعتقد أن الأمر أكثر تعقيدا من الأسئلة البديهية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى