لزوميّتان

سعود الأسَدي | فلسطين                                

قال أبو العلاء المعرِّيّ :

إنْ مازَتِ النّاسَ أخلاقٌ يُعَاشُ بها

 فإنَّهُمْ عندَ سُوءِ الطَّبْعِ أَسْوَاءُ1

أو كان كلُّ بني حَوّاءَ يُشبهُني

 فبئسَ مـا وَلَدَتْ في الخَلْقِ حَوَّاءُ

بُعْدِي عن الإنس بُرْءٌ من سقامِهُمُ

وقربُهُمْ للحِجَى والدّيـن أَدْوَاءُ

كالبيت أُفْرِدَ لا إيطـاءَ يُدْرِكُــهُ

ولا سِنَادَ ولا فـي اللَّفظ إِقْوَاءُ2

 

وأمّا سعود الأسدي  فيقول :

لو كانَتِ النّاسُ أَشعارًا لَأدْرَكَهــا

جميعَهــا من عُيوبِ النّظْمِ إقواءُ

وعابها شعر ديك الجنّ وهو كَمَا

قد كان في الشّعر فحلًا كان وَأْوَاءُ3      

والنّاس كالنّاس مُذْ كانوا ومذ وُجِدُوا

لهمْ مُيــول وغايـات وأهـواءُ

تَرَاهُ قد كانَ ذا التّطبيعُ طبعَهَـمُ

 أو طُبِّعُوا كحميرٍ  وهو إغْواءُ

فليت كلَّهمُ تأتي وتنسفُهُمْ

نسفًا ذريعًا من الأَرْياحِ سَفْوَاءُ4

أو ليتها حملةٌ بالذّلِّ تكسَحُهُمْ

تأتيهمْ من بلادِ الغَرْبِ شَعْوَاءُ5

هوامش: ـــــــــــــــــ

1- أسواء : متساوون .

2- الإيطاء والسِّناد والإقواء في الشّعر من عيوب القافية : فالإيطاء:تكرار اللفظ في قافية القصيدة ، والسِّناد:كلّ عيب في القافية قبل الرّويّ ، والإقواء بأن يخالف النّاظم في حركة القافية برفع بيت وجرّ آخر.

3- ديك الجن والوأواء : شاعران مُجيدان من شعراء الشّام .4- سفواء: سريعة المرور ، هوجاء . 5- شعواء : متفرّقة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى