وأد الوطن
نمارق الكبيسي | العراق
تُعتَقَلُ الكَلِمَاتُ
كُلّمَا حَاوَلت أن
تُواسِي الوَطَن
تَرىٰ قُرحًا جَديدًا
قَد ٱجتَرم فِي مَذبَحَة
صَار كُلّ من فِيها
رُفات مُتَنَاثِرة،
تُلَملِم بَقَايَاهَا مِن شُرفةِ
الغُرُوب المُتَقزّح
بِرمَادي اللون،
دُجىٰ الليل مُتَلاطِمًا؛
في دجنتهِ
مِن حرُوب أشعَلَت
جِذوَة النَّار، وتَرَكَتهُ رَمادً
مَنثورًا فِي سُدىٰ
الوَطَن
كَيفَ يُمكِنُ أن يُواسِي
العراق نَفسه؟
هَل يُمكِنُ للمَذبُوح
أن يَقُصّ مِن كَفَنه
ثَوبَ الفَرح !؟
هَل بِحَوزتهِ أن يُقِيم
العرس
في بلادٍ كل يومٍ
تذبح؟!
يَعُودُ بِلا رأفةٍ مِن أحد
يَعُودُ بكلِّ شكيمةِ القوىٰ
خائرًا يرزح
من شدّة ألَمهِ
ليُفشي المسرّة
في أرجَائِة الثّكلَىٰ