القـــدس أنــــت

شهاب محمد | فلسطين

النورُ أَنتِ، وأنتِ الشَمسُ، واْلقَمَرُ

وليسَ إلاَّكِ، يَرضى السمعُ والبَصَرُ

وَلَوْ َتوَّهمتُ بعضَ الوَهْمِ، في صورٍ

لاْبهرَتْني علــى أشكالِهــا الصُــوَرُ

وأَجْمَلُ القَوْلِ، اْن يسموُ الكَلام ُإلى

مَقامِ عَرْشَكِ، تَخشى خَطْوَهُ الحُفَرُ

يا أَنتِ، يا أُغنيات الشِعر، كَمْ لُغـة

عَرفـتُ مِـنْ قـَبْلُ، إلاّ أنتِ لا أذرُ

وَكـَمْ تـَـلألأ أَقـمـارٌ بذاكــرتـــيِ

إلاّكِ أنـتِ، أضاءَتْ شـَمسَها الفِكَـر

لـَوْ أورثَتـْني جوارَ النجم ِقافيـــةٌ

لقِلـتُ وَحدك، عِنْـدَ الشمس لي قَدَرُ

وَلـَوْ سَلَكـْتُ دروبَ النجم ِفي ألق ٍ

فــإنّ عِنْدَكِ طَرْفَ العين ِلي نَظَرُ

حَلِمتُ ما كانَ لي في الحلم ِمُتسعٌ

وكـنتُ أحسب أنَّ الحلمَ لي سَـفَـرُ

والحلمُ مستودعُ الأرواح إنْ غَفِلتْ

في الحلم ِأوجاع مَنْ في الحلم ِيَنْحَسِرُ

حَلِمـْـتُ لكــنْ بـِيَ الآفاق ُ شاردةٌ

وَفـي الحقيقــةِ مـا في الحلــم ِ يَستَترُ

ياليلُ كـُـنْ بـِي رَحيماً أينما رَحَلَتْ

أطيافُها، أَوْ هَمى في وَجْدِنا مَطَرُ

وَفـي الزمـانِ ِالذي ما حَوْلَـهُ خَطَـرُ

مــا قبلــــهُ مَطـَرٌ، مــا بَعْدَهُ سَهـِرُ

يالَيلُ كـُنْ ليَ رفيقاً أَينما سَكًنَـتْ

رِيـاحُـها، غيمـُها، يـَهمي وَينْهَمِــرُ

وَكُـنْ صَديقـاً وفِيّ العهد فـي زمـن

فيــه المروءآت، لا تُبقـــي ولا تَذَرُ

تَحرَّقَ الشوقُ بي، والسهـدُ أَرَّقنـي

وَقـافياتـي، على أَوزارهــا تـَــزِرُ

مـا هدَّني سَفَرٌ، أَو غالنـــي قـَـدر

أو هَمنـي بَشَـرٌ، أو راعَنَي خَطَرٌ

يـا ليلُ كُلُّ دروبِ الشوقِ، لي نَغَمٌ

وَغــيــرُ ذلـكَ، لا عــودٌ ولا وَتـَـرُ

غَنَيـْــتُ أحزانها، بَحـْـراً وقافيــةً

وقـلتُ أَزمانَهــا فــي الشِعْرِ تَنْتَظِـرُ

مـا كُنـْـتُ أَحسبُ أني واهمٌ زمنَا

ولا تـَخَّيلتُ ظَهـْرَ الليـــلِ يَنْكَسِـرُ

أتى الزَمانُ على أَهلي، وقصَّتِهِمْ

فـَشـرَّدَتْنا، علـى تـَشريدِنـا التـَـتَرُ

أَتى الحِصارُ، وأَكـداسٌ مُكَدسـَـةٌ

منَ التوابيتِ، والأَقــدارُ تَقْتـَـــدِرُ

لـَـمْ يَبــْـقَ دارٌ لَنا فيها ماّذنـــها

ولا سبيـلٌ لَنا والحالُ، ما ذَكرُوا

الكـُـلُّ يَخرجُ مَسروراً بِنـَـزوَتـهِ

وَلا شعـورٌ لَـَهُ في الهَـمِّ يَنْصَهـِرُ

وَالكـُـلُّ يأْتي ولا يَأْتي بـلا أَملٍ

وَكـُلُّ اّمالِهـمْ في الوَحل، تَـنْحـَدِرُ

سبحانَ ربُّك في القدسِ ِالتي وُعدَتْ

فـأذُّن الصُبـْحُ فيهـا وانتَشى الحَجَرُ

سبحانَ ربـُّـكَ، في القدس ِالتي ذُكرَتْ

وأينعَ الَطهـرُ فيها وارتـَوى الشَجَرُ

سُبحانَ ربــُّــكَ، والقـرانُ ردَدَهــا

” مَسرى النَبيِّ وفيها ساجدُ عُمَـرُ “

يا وَيلَـنا فـِـي سُباتٍ طـالَ مَوْعـِـدُهْ

لَوْ طالَهــا خَطَرٌ، أَو مَسَها ضَـرَرُ

يا وَعْــدَنا في زَمان ٍمَنْ سيذكُــُرهُ

إذا تَجلـَّـتْ بها الاَيــاتُ والنـُــذُرُ

وَدَربُ آلامها، أجراسها صَرختْ

وَيــْـلٌ لأَسـرٍ لهـا فـِي القَيْـدِ يَنْأَسِرُ

تَسْتَصـرِخُ القـَـومَ والدُنيا معابدُها

ولا مُجيبٌ، ولا حِسُّ، ولا خَبـَـرُ

تَأبى المُـروءَةُ، أَنْ تَبقى مُضيَّعةً

مَكلومَةَ الوَجْدِ، في الأَحشاءِ تَنْفَطِرُ

تَأبى الكَرامةُ، أن تَبقـى مُدنَّسـَةً

والعـارُ يَهزِمُنا، والبَغـْـيُ يَنْتَصِرُ

مـاذا أُسـَطِّـر في أَعماقِ ذاكِرتي

تَغَلـَّبَ القَهْـرُ فينا، وَانكـَوى الحَجَرُ

مَاذا أُدّونُ في الوِجدان ِمـِنْ حَزَنٍ

فـَالـقَلـْبُ صَحراءُ، لا ماءٌ ولا شَجَر

صَحـْراءُ صَحْراءُ لا حـلٌّ ولا سَفـَرٌ

وَلا بـِحار، ولا نَجـْـمٌ، ولا سـَمَـرُ

والعُـمـْـرُ فـي غَـفْـلةٍ يُطوى بِلا زَمَـنٍ

ماهـَمـَّنا فيهِ طـولٌ حـَـلَّ أَمْ قَصِرُ

أَسـتَغْـفِرُ اللهَ، كَـَمْ في العَـصـرِ مِنْ خَسَف ٍ

وَمِنْ كـُسـوفٍ تًوارى خَلْفـَهُ البَشَرُ

أَسـتَغْـفِرُ اللهَ، كـَمْ في الجهْـل ِمِـنْ خَطـَرٍ

وَمـِنْ ضَبابٍ، تـَوارَتْ خَلْفـَهُ الفِكَرُ

أَسـتَغـْفِرُ اللهَ، كـَمْ في القَوْل ِمنْ شَطَطٍ

وَمَنْ خَـرابٍ بـهِ يَستفحِـلُ الَضَرَرُ

أَسـتَغـفِرُ اللّهَ ، والأقـدارُعابسةٌ

عُبوسَ مـَنْ ضيّعوا في الأَمسِ مـا ادْخَرُوا

أَستَغْفـَـرُ اللّهَ، والأَوطانُ تائهـــةٌ

وأَيُّ شـيءٍ إذا ما ضـَاعَ يَنْكَسِـرُ

يا شامُ، يا شامُ والأحلامُ مُقْعـَــدَةٌ

وَكُلُّ ذي وَجَـع، فــي قلبـهِ سَقـَـرُ

أيـنَ الفـوارسُ مـِنْ حَمدان، واعجـباً

وأينَ سَـيـْفـُكِ، سيـفُ الـدولةِ الَبَتـــرُ

وأَيــن أَيــنَ بـنــو قـَومي وَعِزَّتِهِـمْ

أَيـْــنَ العروبـةُ، والإسـلامُ والأُخـَـرُ

مـا زِلْـتُ أُومِنُ أَنَّ الـشـامَ مـَفـْخـَرَةٌ

ودارُها العزُّ، والبستانُ والشَجَرُ

ما زِلـْتُ أَحمِـلُ فـي ظَـنّي مَحاسنَها

وَلَمْ يَزَلْ في خَيالي طيفها العَطرُ

” يـا ابـنَ الفُراتيـنِ” والأيامُ شاهدةٌ

والـنِـسْـرُ فـــي شَأوِهِ يَعـلوُ وَيَنْحَدِرُ

“يا دجلةَ الخيرِ” كُـلُّ الخيرِ فيكَ وَقَدْ

تَقَـهْـقَـرَ الجَحفلان. الكُفـْـرُ والغَفـَـرُ

أَهل العراق ِخُذوا مِنْ دَهْرِكُمْ حَذَراً

تـَحـالـفَ البغيُ، والشَيـْطانُ، وَالكِبر

وَلـَـمْ تَزَلْ ساحـةُ الميـدان ِراقصـةٌ

والـخيـلُ فيهـا، وفـيهــا الرومُ تَنَكَسِرُ

وَنَحْـنُ خَلْفَ جدارِ العـارِ تَطْحنُـنا

عِـظامُنا، وَعلـوجُ الأرض ِتَـْنتَـظِرُ

وَيــا نَسـيــمُ إَلــى لُبنانَ فِي عَجَلٍ

إِلى الشقيف. إِلى صَبْرا، هُما الأَثَـرُ

وَقُلْ لأَهلي وَرَبعـي، ما نَسِيــت ُولا

أنسى زَماناً مَضى في الوَجْـدِ يَخْتَمِرُ

وَتـَلُ زَعتَـرِنا المَحبـوب، ما رَكَعـَتْ

أضلاعُهُ، أَوهَوَتْ هاماتُ مَنْ صَبَرُوا

يـا شَعْبَنـا، يـا عَليَّ الهــمِّ لـي أربٌ

أَنْ تُستَجارَ، فَيهـوي دونَك َالصِغَـرُ

اقبضْ على جَمْرِها، فالنارُ ما خَمَدَتْ

والريحُ مِنْ حولِها، والقَهْــرُ، والكَدَرُ

اقبضْ على جَمْرِها، فالقدسُ ما برحَتْ

فيها الذئابُ، وفيها النارُ تَستَعِرُ

وَقـُل ْلَهـمْ، عيدُنا رَهـْـنٌ بِعودَتنِــا

لوْ أَورثَونا جِنانَ الكـَوْن ما ظَفـِرُوا

وَمِنْ هـُناكَ إِلى مصـرٍ وَقَلْعَتـِـها

إِلـى شـمـوخِ غَـوالٍ، دونــَـهُ الــدُرَرُ

يا دارةَ النـيلِ، والأبطــالُ قـَدْ عَبَرُوا

وسطـرُوا آيـةَ الـتحريرِ، وانتَصَرُوا

يا درةَ العُـرْبِ والأَحـرارِ مِنْ زَمـنٍ

ويا زمان رجالٍ، فيكِ مــا انْدَثَروُا

فيكِ السُؤالُ ومِنْـكِ القولُ ما بَرِحوا

في كرمةِ الدار، مَنْ بالدارِ قَدْ غَدَرُوا

فيـكِ السـُؤالُ، إذا اْحتار الجوابُ وكَمْ

كانَ الكلامُ ومِنكِ الفِعْلُ، يخْتَصرُ

وارحَل إلى المَغربِ العربيِّ قُلْ لَهمُ

سـواعـدٌ، لِـسـوادِ الـَدهـرِ يـا مُـضَـرَ

يـا أَهــلَ أَندلـس ِالتاريخ ِ، يـا عـربٌ

تطاوَلَ البـينُ والـتَـبيانُ يَنْحَسِرُ

ما بـال أَنـدلس ٍتـُغشى بأَندلس ٍ

ومـا تـَحـرّكَ فـــي أَحشائِنا الخَطـَـرُ

اذهَبْ إَليهمْ، إِلى دارِ الملوك ِوقـُلْ

يَا لَجنة َالقدس، إنَّ القدسَ تحتَضرُ

وابْعَثْ تَحايا إِلى مَلكِ الملوكِ، وَقـُلْ

مَا شِئـتَ للشعـبِ.. يا مختارُ يا عمرُ

قـَدْ قـالَ قائِلُهمْ لا” أَسراطيـنَ “ولاَ

ما كانَ قدْ قيلَ فيـهِ الحَلُّ يُؤتَمَــرُ

قـُولُوا لقائِلـِها، في القـُدس ِمَذبحةُ

قولوا لمُنــذِرِها، للهِ ما نـَــذَرُوا

واصْعـَـدْ إلى صَعــدةٍ، وانظُــرْ إلى يَمَن ٍ

وقل فَدَتـْكَ دروسُ الدَهـِرِ والعِبـَرُ

يـا وَيْـحَ أمتِنا، فـي لَيـل أمتَـنـا

فـــي جَـور ظُلمتِنـــا، الكـلُّ يَنْتَحِرُ

مـاذا دَهاكـُمْ، وَقٌـدْ ضَلَّتْ خَناجِرُكمْ

فأغرقـَتْ دَمَهـا في دَمْعِهــا الأُسـَر

عَــوْدٌ على بـَـدء، يـا عَمانُ فانتظري

يـا موطناً، عـزِّهُ الأمجادُ والسِيـَـرُ

فيــكِ الصحابــةُ، يا طُهـْـرَ التـُـرابِ، ويــا

طهر المكان، وفيكِ الأَنبيـاءُ سـَـروُا

يا أخوة َالعهد إذ في القول ِمُخْتَصرٌ

فالعهـدُ والعهـدُ، لالَغـــوٌ ولا بَطـَرُ

لنْ يَبلغــوا شأوَهم فيما يُحاكُ ولاَ

لنْ يستـوي عِنْدَنا طـَوْرٌ ومـُنْحَدَرُ

واقرأ كلاماً.شعــوراً منْ مَحبتنــا

أُردنُ، قـَـدْ خَسئـوا مَهما هُموُ حَفَروُا

في القدسَ مَوْعِدُنا في دارِ دَوْلتنا

تعــلو بعودتنا، والخـوف يُزدَجــرُ

في اللهِ نُصرتُنا، تَبدُو بِوِحْدتـِـنا

تَمضي عَلـى يَـدِنا.. تَعلُو وَتَزْدَهِرُ

وَعدْ إلــى النيلِ والسودان، ما فتئَتْ

فيه ِالصراعاتُ، والأحقاد تَنْفَجِرُ

وَقـُـلْ إذا أقبلـَتْ، فالنَصرُ مُنْتَظـَرُ

وإنْ تَولــتْ، فبالاشرارِ تَنْشَطِــرُ

وَقـُلْ لأَهلِـكِ في السودانِ، ما عَلِموُا

وَما شهدناهُ.. ماقُلنـاهُ، ما خَبـِرُوا

الوحْدة الوحدة الكُبـرى بِما حَمَلـَتْ

والرأيُّ بالرأيُّ، مَنْ بالرأيِ يَنْكَسِرُ؟

وَكنْ عَلى قَلْعةِ عِندَ الخليجِ إذا

نادَيْتَ، يا بَحْرُ، يا بَحْرينُ، ياقَطرُ

” إنَّ العُيـونَ وإنْ فـي طَرْفها حَورٌ”

في لَمْحها بَصَرُ.. في وَخْزها إبـرُ

ومـِـنْ دُبيّ، إلـى كـُلُّ الخليـجِ. هُنا

الَحـالُ بالحالْ، لا خِـدْرُ ولا خَدَرَ

واذْهبْ إلى مَكّة البَيْتِ الحَرام وَقـلْ

فيكِ إسْتخارتُنا، ما استَوقَدَ الشَرَرَ

” يــادارَ مَكّـةَ “، يامَهوى الفؤادِ، وَيا

نـورَ القلوبِ، ومنـْـك السَمْعَ والبَصَرُ

هذي المَنايا ضَحايا البؤْسِ قَدْ شَهقَتْ

قَهراً، فجاءَتْ على الأكبادِ تَعْتَمـِــرُ

هذي الخُطوبُ وقد جُنـَّت مظالمها

فَعمّـر اليأسُ فيها واستوى الضَجَرُ

هذي الضَحايا التي غيلتْ كرامتُها

وَقَدْ تساوَتْ بِها الأغنامُ والبَقـَــرُ

هذي الضَحايا ضَحايا الظلمِ ما انْتَظرتْ

الا لتفضـح مــــن بالعــار يدثــر

يـا سيـّـدي.. يا رَسـولَ اللــهِ يـا أَملاً

ويَــا نَبيــّـــاً بــهِ الأقمــــارُ تُبْتَـدرُ

يا سيّدي. يا نَبـَّي الحقِ، واأسفــاً

عذراً ، ونَحنُ علــى الأعذارِ، نَعتـَـذرُ

إِسراؤُكَ القــدسُ في الأوحال غارقةٌ

مَنْهوبـةٌ .. والأَسى في حَلقـِها زَوَرُ

تَأتي صلاةٌ، وتَمضي “جمعةٌ”، وتَرى

دورَ العبادةِ، لا جَمــعٌ ولا نَفـَـرُ

والآن يَفْتـِـكُ رَهـطُ الغاصِبينَ بِهــا

يَستوطنـَونَ، وتَعلو دورَهـا دِيـَرُ

تَشكوُ إلى اللــهِ والدُنيا مآذنُهـا

وتَستَجيرُ فـَلاَ جار ولا أجرُ

يا ربّ فاْرحَمْ عباداً في مَصائِبهم

ودمـّـر الرِجـسَ، مَـنْ بالرجْسِ يأْتَزِرُ

يا ربّ وَعْدكَ، عَجِّلْ فـي هَزيمتِهمْ

وطهِّر القدسَ، والأقصى الذي أسـروُا

وامْحقْ نِفاقاً لِمنْ طالَ السباتُ بهمْ

عميٌّ، وُبكــمٌ، وفـي آذانِهــمْ وَقــرُ

يــا ربّ، هــذا قليـلٌ مـِـنْ كبائرهـِمْ

وَكـُــلُّ شيءٍ، إذا ما شِئـْـتَ يِنْحسِـرُ

فانْصـرْ ديارا، لِغيـرِ اللـهِ ما رَكَعـتْ

وانْصـُـرْ جُمــوعاً بأمر الحق تأتمر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى