هذي دمشق

ناهد بدران | سورية –  لندن

(تخميس على قصيدة نزار قباني)

شآمُ  نبضٌ ونورُ  الشّمسِ فضّاحُ
مرّتْ عجافٌ وذاكَ  الغيثُ ينداحُ
ليلٌ  تمادى وفي   الأجفانِ إصباحُ
ΠΠΠ
(هذي دمشقُ و هذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ وبعضُ  الحبِّ ذبّاحُ)
|||
أنّي بلونِ الثّرى مشدودةٌ وتدي
دمي وقربانها  أيقونةٌ    ولدي
المجدُ غيثٌ سقى الشّريانَ في كبدي
ΠΠΠ
(أنا الدمشقيُّ لوشرّحتمُ جسدي
لسـالَ   منهُ   عناقيـدٌ  و تفـّاحُ)
|||
أنّي ندى العشقِ في أنواءِ غربتكم
أسطورةٌ أيقظتْ  أمجادَ    أمّتكم
إن تقصدوني فغصني صارَ خيمتكم
ΠΠΠ
(ولو فتحـتُم  شراييني   بمديتكـم
سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا)
|||
ديارُ أهلي لسانُ الضّادِ قد  نطقوا
قيثارةُ الحبّ فيها ضوعُ من سبقوا
الغيمُ  همسٌ على أجفانها رشقوا
ΠΠΠ
(زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا
وما لقلـبي –إذا أحببـتُ- جـرّاحُ)
|||
طابتْ عناقيدها في الدّوحِ مثمرةٌ
كأسُ الغوى وزنودُ  السّمرِ مفخرةٌ
كرمٌ زها و رياضُ القلبِ  معصرةٌ
ΠΠΠ
(إنّ      النّبيذ   هنا   نار    معطّرة
فهل عيون  نساء   الشّام   أقداحُ)
|||
روافدٌ  للعلا     أضحتْ  ترافقني
مسكُ الفراتِ وعطرٌ  كم يسابقني
صوتُ الكنائس بالغفرانِ صادقني
ΠΠΠ
(مآذنُ   الشّـامِ  تبكـي إذ تعانقـني
و  للمـآذنِ    كالأشجارِ      أرواحُ)
|||
أرجوحةُ الدّارِ  بعضٌ من شقاوتنا
أريكةُ البيتِ ناحتْ  تحتَ شرفتنا
والشّمسُ قدْ رسمتْ وشماً بجبهتنا
ΠΠΠ
(طاحونةُ البنِّ  جزءٌ من  طفولتنـا
فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ)
|||
يفيضُ  نورٌ  على أعتابِ أغنيتي
واللّحنُ يشدو  على أوتارِ أمنيتي
والضّادُ تصدحُ في أنفاسِ قافيتي
ΠΠΠ
(هنا جذوري هنا قلبي هنا  لغـتي
فكيفَ أوضحُ؟ هل في العشقِ إيضاحُ؟)
|||
يا شامُ ما أورقتْ أرضٌ  لتطعمني
والحرفُ من  روحهِ بالبوحِ  أرّقني
مدّي جسوراً عسى للوعدِ تحملني
ΠΠΠ
(حملتُ شعري على ظهري فأتعبني
ماذا  من الشعرِ  يبقى  حينَ   يرتاحُ؟)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى