ستون مترا من السحاب العبثي

فتحي مهذب | تونس

الظل أكل الحصان.
والشجرة تهاتف الأرملة.
ثمة حمامة ذابت مثل شمعة من العشق.
والبرابرة يرتقون السهول
بإبرة البراقماتيزم.
///
حين تمطر الهواجس
يختفي الثعلب الأحمر
في عمودك الفقري.
وبضحكة مثقوبة ومدوية.
نحاول إلهاء الحتميات بسرد طويل الأظافر.
وإذا عضك فهد اللامعنى
إصعد إلى ربوة الموسيقى.
سيكون الهواء شفيعك.
ستحرر النسوة من أقفاص العادة
يكفي فقط
أن تقطع آذان المناطقة الجدد.
///
إرم صنارتك
ثمة سمكة مليئة بالسحر والنوستاجيا.
المكان أضيق من مؤخرة الفرس.
وبراهين المياء ساطعة جدا.
///
حذار
سيأكل الفهد الأزرق ذكرياتك الهشة.
قد تنقذك وردة الموسيقى
بنبرتها الحزينة.
أمك غيمة داكنة.
وإخوتك صيصان مكسورة الخاطر.
عجل بالذهاب إلى مفترق قوس قزح.
قاربك البائس عالق في خرم اللامعنى.
والحشود في قطيعة مع إيقاع الفرح.
///
هون عليك أيها الرائي
لا تفسر زبرجد حكمتك للغراب.
لا تفسر بلاغة نارك للعميان.
واعتن بشرفتك الوحيدة في العزلة.
ذر (سائق الأمس)
على حافة الشك.
///
أكلنا المسافة بأقدامنا
لم نصل.
لم يصل أحد في الوقت المناسب.
///
قتلوا الوردة لما وصلت إلى نص
الحقيقة.
///
الناقد الذي قتل غزالة.
لم يفلح في ترويض الأسئلة .
///
سمعنا أنين المراكب
في نبرة القباطنة.
وارتطام صخور الشك
في مشية العدمي.
///
جنازة لذيذة
بطعم الأناناس.
أمدح التوابيت التي تلعق ذكريات الموتى.
كل حفرة عميقة هدية لا تضاهى.
شكرا أيها القبار.
على نيوبك البارزة
ومرحك الأسود.
///
ذهبوا جميعا
وبقيت وحدي كالحجر.

///
على أكتافهم
يحملون القلعة.
يحملون المصابيح وأكياس الأرز.
المفاتيح في سترة الكاهن.
والكاهن ستون مترا
من السحاب العبثي.
فمي ممتلىء بالضباب.
أطلق حنجرة أصابعي .
حذار
حيتان زرقاء تبتلع الجنود.
الطيبين.
///
اليمامة رحلت
ماذا سأصنع بعشها؟
بفهارسها الأثيرة ؟
ماذا أقول لحديقتي ؟
للفراغ الذي يقصف البيت.
ويئن مثل جدجد داخل البلكونة.
اليمامة رحلت.
جنوني قادم على مهل
ليوقظ غيمتي المنزلية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى