وقفة قصيرة قبل حسم نتائج الانتخابات الأمريكية ٢٠٢٠
د. إيهاب بسيسو | وزير الثقافة الفلسطيني السابق
رغم أن السياسة الخارجية الأمريكية لم تكن في يوم من الأيام متوازنة في التعاطي مع ملف القضية الفلسطينية بل عملت بشكل دائم على عرقلة الإجماع الدولي بطرق مختلفة كان من أبرزها استخدام حق النقض “الفيتو: في مجلس الأمن ضد قرارات مختلفة تدين جرائم الاحتلال إلا أن الإدارات السابقة ورغم انحيازها المطلق لدولة الاحتلال لم تقدم على ما فعلته إدارة ترامب ضد القضية الفلسطينية لاسيما نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في مخالفة صريحة للقرارات الدولية، كما لم تصنع أي من الإدارات السابقة من الانحياز الفج للاحتلال مبرراً سياسياً لفرض مزيد من الضغوطات على السياسة الفلسطينية من أجل القبول بالتوجهات الأمريكية – الاسرائيلية.
فوز بايدن على ترامب لن يؤثر كثيراً على طبيعة السياسة الخارجية الأمريكية لكن من شأنه أن يقدم اقتراحات مغايرة لسياسات ترامب على صعيد المسارات السياسية المعطلة بين الولايات المتحدة الأمريكية والقيادة الفلسطينية.
أما بالنسبة لصفقة كوشنر والمعروفة دولياً بصفقة القرن فيمكن أن تكون قد انتهت أو قد تعطلت بشكل كبير على الأقل مع ملف الضم الاستيطاني المخالف للقوانين والمواثيق الدولية.
عربياً لن يكون فصل التطبيع القصير دافئاً بقدر ما ستحمل السياسة الخارجية الأمريكية القادمة من برود في التعاطي مع هذا الملف على العكس تماماً من حماسة إدارة ترامب لتحقيق “انجازات” الدقائق الأخيرة قبل الانتخابات الأمريكية.
وقد لا يعني هذا توقف توقف العمل في هذا المسار السياسي كما لا يعني في المقابل دعما لمبادرة السلام العربية التي تم تعطيلها من خلال اتفاقيات التطبيع الثنائي بقدر ما ستخلق المرحلة القادمة من مساحات جديدة للعمل بين التطبيع الثنائي والسلام بمرجعية واتفاق دولي.
فلسطينيا يمكن للمرحلة القادمة أن تشكل فرصة ملائمة للخروج من أزمة المرحلة السابقة وتداعياتها السياسية بالاتجاه نحو الانتخابات العامة وإنهاء ملف الانقسام والعمل بجدية على إعادة تمكين سياسات ومفاهيم الوحدة الوطنية.