عندما تبرقعت الشمس
إبراهيم محمد الهمداني | اليمن
تطلِّين مالبسمة الخافيةْ
وتمضين مغرورة لاهيةْ
يمرُّ عليك اخضرار الربيعِ
وزرقة أمواجه الصافيةْ
ويبسم بالنور وجهُ الصباحِ
ويهمسُ:- ها أنتِ يا غاليةْ
تربعتِ عرش الجمال الذي
تحصَّن بالمال والعافيةْ
(تأنترتِ) بالحلمِ المشتهى
(تزمكنتِ) بالغيمة الحافيةْ
فغطى ابتهاجَكِ لونُ السوادِ
وأشتى بألوانكِ الزاهيةْ
وأجدبَ ثغراً يغني الحياةَ
وأيبسَ أنغامه الشاديةْ
وأضرمَ بالنار قلبا غدا
رمادا على المقلة الساجيةْ
(وصحرن) نهديكِ… أرختهما
براكينُ صرخته العاتيةْ
فأصبحتِ لا شيئ غير اليباب
يُدَثِّرُ أحلامك الباليةْ
وشمسٍ، وريحٍ تضمُّ الغبارَ
وأصداء أصواتها الخاويةْ
إلى أين تمضينَ؟! :- لن أنثني
إلى أين أمضي؟! :- إلى الهاويةْ
(تأدلجتِ) بالزيف من قولهم
وخانوا مشاعرك الزاكيةْ
وما ذاك إلا قناع لهم
يواري نواياهمُ الخافيةْ
دعيهم… وإلا شربتِ الرمادَ
وأدميتِ ليلتك الماضيةْ
دعيهم لزيف.. دعيهم… :- كفى
تمزقتُ بالدمعة الآتيةْ
تشظتْ على شاطئي أضلعي
تناثرتُ في الوزن والقافيةْ
نعم.. ألبسوني ثياب الحداد
وما كنت يوما بها راضيةْ
فضاعت معانقتي والشفاهُ
وماتتْ أنوثتي الطاغيةْ
فثرتُ.. تساندني دمعتي
وما قيمة الدمع للشاكيةْ
صرختُ.. ولم يسمعوا صرختي
“فياليتها كانت القاضيةْ”
تعالي نؤنسنُ أحلامنا
ويعشقنا السفحُ والرابيةْ
ونكتب للزهر فضل الندى
وعن قيمة الماء للساقيةْ
***
تعالي لنكسرَ تلك القيودْ
ونجتث ما بيننا من حدودْ
أُعَلْمكِ كيف تُضمُّ الصدورُ
وكيف تلوكُ الشفاهُ الخدودْ
وأرسم في ثغركِ البربري
حياةً… وأتلوَ تلك النهودْ
“وأعتصر الخصر حتى يملَّ
وحتى يملَّ القيامُ السجودْ
فما قيمتي إن طواني الردى
ولم تعرفي بعد سرَّ الخلودْ
تعالي لتطويكِ يا غاليةْ
ذراعي وقبلتي الشافيةْ
لنأوي إلى عالمٍ دون لونٍ
نُغني على الدان (صنعانيةْ)
إذا كنتِ يوما ترين الرجوعَ
دواءً لأرواحنا النائيةْ
فإني برغم النوى عائدٌ
لأُترعَ أقداحك الضاميةْ
