متحف وطني

مروان عياش | سوريا

يسألونك..
ما تبقى تحت ذاك المديد
كلمةٌ أَحْنى
ترفرف منكوسةً
كرزٌ مُدلى على صلبان الموت،
بشرٌ للذكرى
أَمْ أنفاسٌ شيبٌ.. تَمخرُ البؤس
وقهقهةُ نهرٍ.. لم يعدْ يَخجل القاع العريق.
أمْ غمدٌ معلقٌ على صدر الزمان
يَلوطُ مع كل سيف مسلول
عما يسألون
عن مقعدٍ على الأعقاب
ديماسٌ.. يختبئ فيه إلهُ الخوف
و رجوعٌ بائس..
منسوجٌ من عُروقِ عَاد
يطفو في المِحجرين
كالملحِ لا يذوب
أينما ذَهبتْ
يومكَ محنوط
بابليٌ برأسِ فنيق
مُشوهٌ.. يصولُ قارعةَ الأمير
يومك أَثرٌ..
بارقٌ بين فخذي النسيان
شرقي غربي..
يتقلبُ في الوسيط
وأحلامك خُصْلةٌ من شَعر دَليلة
مِزقةٌ لم تزل،
بين أصابع كُليب البتراء
هكذا.. متحفُ الدمِ العتيق
رَدَهٌ ظلامٌ
ينتظر بفارغِ الكسرِ،
تماثيل شمعٍ عَصَتْ أَمرَ النهار
و رَدَهٌ رِواقه كسيح
تكبو في عجزه أيقوناتٍ ..
تزفرُ سَوءاتَ الناظرين
و رَدَهٌ خَلعَ قُبتَه
كي يغسلَ يديه ببصاقِ السماء
و ردهاتٌ خِيامٌ
يُعبدُ فيها التراب
تُغرسُ فسائلُ اللحمِ بوحلِها
كي تُصبحَ أطفالاً مِن صبار
عما يَتسائلون
ذاكَ المديد متحفٌ للدمِ.. عتيق.
….
26.11.2020

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى