كلمة للتاريخ /  لن ننسى

سعود الأسدي | فلسطين

ويومٍ سيدي حميّد أَجَا عَالمِقْتَاةْ

وْأخذنا الكلّ : العيلِةْ بِالليلِةْ

هجيج مع أهل بلدنا.دير الأسد ،

وصلنا الماحوز  من وعر قريتنا الشّماليّ ،

قال سيدي : الصّباح رباح ،

نِمْنَا بالجوع تحت خرّوبِة دار سعيد الذّبّاح 

نُصّ الليل هَدْوِةْ هِدْوِةْ

والّا صوت بنادي من بعيد ،

والدّنيا عتمة مِد إِصبعَكْ ما بِتْشُوفُو،

–  هيه يا بُو مْحِمَّد حميّد 

– هيه يا خُوي حْمَيِّد !

قلت :

سيدي إِسمعْ ! في واحد بنادي عليك !

اقترب الصّوت ، جاي جاي

وإذا القادم الشّيخ أبو نوّاف سليمان غبيش

 سلّم ألله حيّا الله !

  لوين يا بو محمّد ؟

 ع لبنان يا خوي يا بو سليمان! 

 كِتْبِةْ ما انْكَتْبَتْ عَ حَدَى

 كرتونا من البلد ، وغصّ بالبكا. 

  بدنا نْشَمِّلْ ، 

 نلحق ربعنا اللي صاروا قاطعين لِحْدود

– أعوذ بالله ابّود وسبع جدودْ ، 

– والرّب المعبود ،

– فلا بَخلّيكو توصلوا لِحدود .

– يلاّ قوموا عَ يركا !

– بكرا بتروق الحالة،

        وبترجعوا ع بيوتكو،

        وبتفلحوا أرضياتكو .

        كيف تروق الحالة ؟!

        والدِّنيا قايْمِةْ قاعْدِةوحرب وضرب وقتل !

        قتلوا أربع شباب من الدّير والبعنة،

        وارعبوا النّاس ،

        وانذرونا وقالوا يلّاع سوريّه ع لبنان الحقوا فوزي القاووجي

        ورَوَاق الحال من المحال

–      بقول آخر شي بتروق الحالِ

       وما في شي بِظلّ ع حالو .

–  يلّا قوموا !  

       وين الفدّان والبقرات ؟!

      بعناهن بسبعين ليرة. سبع روس 

      وهذاك هو اللي اشتراهن ،

      وراح ابو نوّاف ورجّع البيعة               .

      وبلا طول سيرة ،     

      قمنا عَ يركا ، كنّا عيلتين ،

      الزّغير والكبير والمقمّط بالسّرير 

      عمّي الشّيخ سليمان غبيش

      أبو نوّاف ألف رحمة  عليه وعلى أخويه :  

      يوسف وأمين ، صاروا رحمة .

ودار غبيش وآباؤهم وجدودهم أصحاب آباءنا وجدودنا 

وجيران من أقدم زمان ذهب عتيق : صحبة عُمُر وجيرة عُمُر

وأذكر لمّا شافونا أهل بلدنا غيّرنا وجهة الرّحيل ورايحين ع يركا

نَهَجُوا  ورانا ع يركا.

الكل ع يركا  وكل واحد عند الشّخص اللي بعرفه.

       °°°    

 وبعد شهرين ثلاثة أربعة راقت الحالة

وتسلّلنا راجعين عَ البلد

          °°°

لولا دار غبيش وأهل يركا 

كنّا وكانوا أهل دير الأسد اليوم 

في صور وصيدا والعين الحلوة والبازوريّة 

وقانا والبدّاوي وصبرا وشاتيلا وِالمِية وْميِّة

 لاجئين ناطرين حقّ العودة

         °°°

يخلف عَ دار عمّي غبيش ،

وعموم عائلات يركا ، اليراكنة ملاح. .

 كيف ننسى المعروف ؟

 المعروف من بني معروف ؟

 يومها كان عمري عشر سنين ؟

  والولد ما بِنْسَى .

 ويوم كان الهَّمّ ثقل الحبل   

  أهل يركا حملوا هَمّنا

        °°°

ولذكرى المرحوم الشيخ العمّ أبي نوّاف سليمان غبيش واعترافًا بفضله كنت قد قلت :

 إِنْ يَذْكُرِ الفَضْلُ شَخْصًا باسْمِهِ فلقد

آتَي لِذَكْر سُلَيْمانٍ بُو نَوَّافِ 

عامَ الرَّحِيلِ أَتَى “الماحوزَ” يَسْألُنا

نأتي إليهِ ولم نُحْسَبْ كأَضيافِ

إنْ ينقصِ الفَضْلُ عِنْدَ النّاسِ فهو كَمَا

تَرَاهُ فِعْلًا علينا فَضْلُهُ ضَافِ 

لولاهُ كُنَّا لَجَأْنَا مِثْلَ من لَجَأُوا

وَفَضْلُهُ ذاكَ عَنَّا ليسَ بِالخافِي

إِنَّا لَنَذْكُرُ إِلْفًا قد أَفَاءَ لَنَا

خَيْرًا وكانَ لَنَا من خَيْرِ أُلَّافِ            

 ذِكْرَاهُ تَبْقَى لنا  ذِكْرَى نُمَجِّدُهَا

وَخُلْقُهُ فاقَ لا يُوفِيهِ إِنْصَافِي

يا ليتَ أَسْطِيعُ بِالأَوْصافِ أُنْصِفُهُ

هَذا وَتَعْجِزُ عَنْه كلُّ أوصافي

لهُ صفاتٌ بِحُسْنِ الخُلْقِ راسِخَةٌ

كَمِثْل عَمْروٍ أَوْ كَمِثْلِ العَبْدِ هَيَّافِ

قد كان كالسَّيْفِ أو أَمْضَى وَمَوْقِفُهُ

قد فاق أَلْفَ رَمَّاحٍ وَسيّافِ

ورُبَّ فِعْلٍ لِشَخْصٍ واحِدٍ يَدُهُ

تَفُوقُ أَيْدِيَ قد عُدَّتْ بِآلافِ

وَمَنْ بِدُنْيَاهُ أَوْفَى عَهْدَهُ تَرَهْ

يَحْظَى بِعَهْدٍ أَتَى من رَبِّهِ وَافِ

عليهِ رحمةُ مولانا بجنَّتِهِ

وَعَفْوُ رَبِّكَ عن عُبَّادِهِ كافِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى