هذه ليست قصيدة

تركي عامر‏ | فلسطين

غادرت أحلامستان
وطئت قدماي سجّادةً
مائلة إلى خضرة باهتة.
أودعتهما شبشبًا أزرق
ينتظرني أمام السّرير
مثل العريس الشّاطر
فتحت حقيبة السّفر.
وجدتها فارغة تمامًا
أنسيت أحلامي هناك؟
قاتل الله ذاكرة عاملة
لحساب وكالات النّسيان
حمدت الله أنّي أتنفّس
ساعة الحائط عاطلة
بطّاريّتها نفدت منذ زمن
تبّت يدا أبي كسل
الهاتف مقفل بإحكام
فتحت القفل بتؤدة
قرأت شهادة الوقت
اكتشفت أنّي نمت ما يكفي
لأبدأ يومًا جديدًا طخ لنك
أخذت حمّامًا سريعّا
أعددت لي قهوة عاجلة
أشعلت سيچارة أولى
ذهبت إلى الماسنجر
لم أجد ما يسترعي عناية مكثّفة
أو يستدعي استنفار كتيبة
من قوّات التّدخّل السّريع
لم أذهب إلى الواتساپ
ملحوق عليه.
ذهبت إلى الفيسبوك
عالجت التّنبيهات البائتة
أصبت بالملل
ذهبت إلى الصّفحة العامّة
طالعني منشور حزين
أخذت بالخاطر
منشور حزين آخر
قمت بالواجب هنا أيضًا
غادرت بيت العزاء
طالعني منشور طويل
مرفق بصورة له وزوجته
لم أقرأ حتّى النّهاية
لا أحبّ الإطناب المملّ
كتبت له تعليقًا متعجّلًا:
لها الرّحمة ولكم طول البقاء
وقبل أن أغادر بيت العزاء
اكتشفت أنّ المرأة طيّبة
وأنّ المنشور كان احتفاءً
بذكرى ميلادها المجيد
قلت في سرّي:
جاءها عمر جديد
وأتاني رعب رباعيّ الأبعاد
حذفته بسرعة لايك عاجل
قبل أن ينهض الأرمل من نومه
ليبحث عن زوجة جديدة
ملحوظة لوجه الله:
هذه ليست قصيدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى