أهلاً ديسمبر

تهى العبرية | كاتبة عُمانية 

وأقبل ديسمبر مختالاً زائراً أخيراً في هذه السنة، ولكنه ربما أصبح الضيف المحبوب الآن، فقد أطلّ وهو يحملُ بشائر خيرٍ وفرحٍ تُعلنُ عن جديد قادم، وانكشاف ستارٍ كان مغلقاً لأشهر عدة. ورغم ما تحمله مُخيلة كل فرد من أحداثٍ جسيمة أكثرها الحزين والمؤلم والتي وسمتْ القلب بحبر الدم الذي لا يُنسى، فلن نهضم حق المواقف السعيدة التي تسرّبت بين أصابع الألم والصدمة في 2020 لتكون ملاذاً دافئاً وأملاً مُشرقاً لوجه التفاؤل والخير المترقب لكل فردٍ وَكّلَ أمره ربّ العباد فهو القادر المجيب، ورغم كل مُرٍّ مَر علينا إلا أننا ما زلنا صامدين مواصلين متشبثين ببصيص أمل، وإلى أن تذهب هذه الروح إلى بارئها سنكون شمعةً منيرة تَبُثُّ نورها في الأرجاء لِتقْشَعَ غيم التشاؤم ويُشرقُ وجهٌ جديد.

الله تعالى علاّم الغيوب وما تُخفي الأيام القادمة، إن كُنتَ ممّن أقاموا حدادًا وكُرهاً للرقم (2020) فتوقف مكانك وتنحَّ جانباً عن هذه الأفكار السلبية التي تشْحَنُكَ داخلياً بلا مقياس.

ماذا تعرف أنتَ ما تخفيه 2021 حتى تتهافَت لتنتهي الأشهر وتحِل سنة جديد؟!! بعيداً عن التشاؤم فرغم كل الأحداث إلا أن هناك إيجابيات ودروساً جميلة وُجدت بيننا وقناعات تغيرت وروتين تبدّل والكل للأفضل؛ لكن اليقين أن كل ما يحصل هو قدر مكتوب لا نعلم عنه شيئاً وما تُمطرهُ الأيام المُقبلة، ووُجِبَ علينا ردْم السلبيات وولادة أمل مُشّع لتعيشوا بهدوءٍ وسلام وتعايش مع الوضع الراهن بقوة الإيمان والاتكال على الله والدعاء بالإجابة وتحقيق الأماني، فالله جلّ عُلاه يقول في كتابه القدسي:” أنا عند ظن عبدِي بي، وأنا معه إذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرّب إليّ بشبرٍ تقربتُ إليه باعاً، وإن أتاني يمشي أتيته مهرولاً”.

ولا تنسوا العلاقة الطردية للتفكير السليم، كلّما جلبْتَ لنفسك طاقة إيجابية، انتشرت في كل بُقعة منك لتُنعِشك وتُشعركَ وكأنك وليدُ اليوم والعكسُ صحيح.

فرغم كل التحديات والصعوبات والأزمات النفسية التي قدْ تَطرأْ لأي فرد منا وبدون إنذارٍ سابق سواء كانت مادية أو إنسانية كفقْد عزيزٍ أو قريب أيا كانت الصلة فهي أقساها على القلب الجريح وأقواها وقْعاً وألماً وتحمُلاً وصبراً، وقد تكون الحروف هنا في هذه السطور بسيطة وسهلة لتسْتَسيغ ولكن الجدير به والصحيح أن نقف مُلوِحين بِشراعِ الأمل والتفاؤل.

قَدْ ينْسى العبْدُ ربه وخاصة وقت الرخاء والرغد ولكن ربُ العرش رحيم كريم لا ينسى عبده رغم ذلك، فَكُن مع الله يَكٌن معك، فهو الدائم الباقي لكل حوائجك مهما ضاقت دنياك، وتيقّن أن كل ما يحدثُ لك في حياتك ما هو إلا بُرهة ويذهب، كما قال الشاعر:

دَعِ المقاديرَ تجْري في أعنّتها.

ولا تبِيتنَ إلا خاليَ البالِ.

ما بيْنَ غمضَة عينٍ وانتباهها.

يُغيّرُ الله من حالٍ إلى حالِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى