ميلادك

د. أحمد جمعة | مصر

 

مهد حضارة الرمان،

الرمان الذي ينفرط أطفالا بعيون من عنب

يعيدون هيكلة الضحكات

في عيون النسوة التي خانهن الحظ

وصرن يائسات.

 

كنّا حزينين، نجر خلفنا نهر الدموع بلا أمل

ونجتّر يائسين الذكريات.

كنا نبيع لأطفال خيالنا أشجار ميلادٍ

مزينة بابتسامات رخيصة،

ونكرر سعادة زائفة.

 

في عيون الأطفال، كنا نرى أحلامنا

بينما يحملون الشجرات لآبائهم،

فنربط أحبال صوتنا ببعضها

ونجر ضحكة تكاد تختنق في القاع.

 

 

ميلادك..

شجرة التكوين الأول للحب

التي تثمر قلوب من تفاح

فتسد فجوة الصدر

وتعيد الرجال الذين أكل نفوسهم الإثم

لجنّات القرنفل.

 

أمسكت شفتاك بابتسامتي

بينما لسانك يحدق بفمي،

كان النهر يجري مرتجفا وفيه تشتعل

قوارب مشاعري،

لمّا رأيت رماد مخاوفي،

علمت صدق رغبتك.

 

كان قميصك الأحمر يزغرد مثل جدات الريف

بينما اتقدت أغاني الشتاء

في دمي،

جرّة جرّة نقلت إليك الحليب

ثم نمنا جافّين مثل سحابتين بعد مطر شاقٍ

أعلى قمة الفرح.

 

ميلادك..

قُبلة الرب على جبين

الحياة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى