رجال من ورق

عبد الله زيادة (أبو خالد) | فلسطين

كل الذين هبطوا على الأرض .. تمنوا زيارة القمر ..هو الفرار من ضوضاء البشر .. من إزدواجية المواقف ..من قبح المضامين في قوالب الزمن ..لا يكفي الهجاء ذلك العجوز الذي تجاوز من العمر ما يكفيه من تعلم دروس الحياة .. فقد عايش كل الأجناس ومرّ بكل الثواني في شهيق الكادحين.. لم يكن سعيدا ً .. سوى في هذا العمر ! هل هو الاكتفاء بكل هذه الدروس المتكررة .. أم الرحيل عن رغد الرفاق المزيف.. إنه التمرد على الشيخوخة وكل القوانين المتهالكة ..ريعان الشباب كان مكتظا ً بالذكريات المرصعة بالظلم ..طفولة عفوية غارقة في وهن البساطة اللاواقعية ..لا شعور في ذلك الشعور .. كم هو غريب عن الذات .. بعيد عن الأمس .. كأي سحابة تمر وسرعان ما تختفي ..يصفق له الجمهور على مسرح هزلي .. دور ثانوي والبطل هنا كومبارس مثالي من القناعة الواهية ..أي حماقة تلك اللحظات التي يعيشها على قيد حياة الآخرين.. تابع حتى في أنفاسه ..غارق بالوهن لأخمص قدميه..

أصبح كفيفا ً عن رؤية السعادة.. أصما ً لا يسمع إلا أنّاته الأخيرة.. كأن سكرّاته بدأت منذ أصبح يعد الساعات ويهتم باللحظات .. باتّ كهلا ً يسكنه الذنب .. يتعكز على بصيص الأمل.. أين هو الآن في متّن الكتب .. على قارعة اليأس.. مكبلا ً بالمستحيل .. أضاع كل عمره في دائرة مغلقة .. لو أدرك حقا ً أن تلك الزاوية البعيدة من الوضوح مع النفس ..لكان كالشمس ..تُشرق على الجميع دون مقابل ..لكنه أصبح كالبدر الذي يتوارى خلف النجوم والسُحب .. حينما توارى لأكثر من قنّاع وأضاع ذاته في زحام الأدوار المملة !!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى