العمل عن بعد.. تحسبونه هينًا وهو كبير!

خالد الخنبشي | مترجم وإعلامي – مسقط

بعد التغيرات التي أفرزتها جائحة كورونا، اشتاق البعض إلى العودة إلى الحيـــاة الطبيعية، ولكن لم يفكر أحد بعمق ما هي تلك الحياة الطبيعية! هل كانت في ترك المنزل للذهاب إلى منطقة العمل؟ أم قيادة المركبات صباحًا ومساءًا؟ أم كانت في الحصـــول على خدمة بالطريقة التقليدية الأصعب؟

وكأن كورونا قد ساقه القدر إلينا، ليوقظ الناس من اعتقادهم السَّـــابق، ومن غفلتهم القديمة، فالحياة الطبيعية ليست في قيادة السيارة للذهاب للعمل! وليست في حضـــور غير ضروري للمبنى، ورغم أن التكنولوجيا كانت حاضرة منذ فترة، إلا أن قلة من كان يهتم بإدخال تطبيقـــاتها لتسهِّل جهود الناس وأوقاتهم، وتحفظ البيئة المحيــطة من مسير السيارات وازدحامها وعوادمها.

لقد كان العمل عن بعد يخلق لدي شعورا بأني لم أكن أســاهم في خلق ازدحام أو حادث مروري، وبأني وفرت على نفسي تكاليف التنقل، وحسبي أن أطراف المعادلة لا تخصني وحدي فحسب، بل حتى جهة عملي والبلد ككل، فقد وفرت تكاليف المكاتب والتجهيزات، ومواقف السيارات، إضافة إلى استهلاك الكهرباء، وحتى القهوة والمياه، وقد تحسبونه هينًا وهو كبير!

وحتى أكون عادلاً منصفا، فقد لا يصلح العمل عن بعد لكل الناس؛ لاختلاف أنماط شخصياتهم، فهنـــاك من هو خارجي الشخصية، يكتئب بوجوده بين أربعة جدران، وأما أولئك الذين يناسبهم ذلك، فإنه يحتاج إلى متابعة مستمرة، لتفقد سير الأعمال وتقييمها وتجويدها، وإلا فإن النفس تلتهي ما إن يذهب عنها الرقيب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى