كورونا وإعادة الإنسانية إلى جادة الصواب

محمد زهدي شاهين  | فلسطين

 

يتساءل البعض هل ستغير هذه المحنة جراء هذا الوباء المتفشي النظرة الإنسانية السائدة، وتقوّي من الشعور الإنساني الذي كان من الأجدر تقويته ورفده بكل ما أوتينا من قوة نحن البشر، عوضا عن تلك الصراعات والاقتتال بيننا منذ بدء الخليقة؛ ونعمل على ترجمة هذه القاعدة حتى تمسي واقعا نحياه؛ فالإنسان إمّا أخٌ لك في الدين أو نظير لك في الخلق.

تساؤل بكلماتٍ معدودة لكنَ دلالة ما تشير إليه هذه الكلمات كبيرة وعميقة جدا. 

 تساؤل مشروع بعد صور الابتذال للإنسانية وضرب كرامة البشر بعرض الحائط من دول وأمم مختلفة حتى بين افراد العائلة الواحدة في هذا العالم على مر العصور.

منذ عام 1914 للآن جرت عدة حروب كبيرة من ضمنها حربان عالميتان ذهب ضحيتهما على أقل تقدير مئة وخمسون مليونا من القتلى عدا عن مئات الملايين من الجرحى والمتضريين.

إعدامات وإبادات جماعية، وهتك لأعراض النساء، وقتل واغتصاب للأطفال، ووأد للحياة.

فهل يا ترى اتعظ هذا الكائن البشري، وهل عدل من سلوكه وشعوره خلال هذه الأعوام والفترات العجاف من تاريخ البشرية؟

على كل حال نأمل بإن يكون ذلك، وتكون هذه المرحلة الحرجة درسا لبني البشر وانعطافه حقيقية لجادة الصواب، وتتغير النظرة الإنسانية وتكون بداية فعلية لتقوية الروابط والشعور الإنساني، فالشعور الإنساني شعور نسبي متفاوت من شخص لأخر، وبذات الوقت متذبذب عند ذات الشخص أحيانا أخرى.

وبتصوري فبانتهاء هذا الوباء سيعود البشر لممارسة أعمالهم وسلوكهم كالسابق إلا من رحم ربي، فمن الطبيعي جدا أن يلجأ الإنسان إلى معبوده متضرعا وداعيا راجيا أن ينجيه من البلاء الذي حل به ومن لجة البحر، وعند اجتياز البلاء ووقت الشدة فالكثيرون منا يعودون إلى ما كانوا عليه من ممارسة الغي وارتكاب الأخطاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى